حديث التقسيم
الساعة 03:50 مساءً

عادوت التدولات الاعلامية عن المشروع الدولي لتقسيم اليمن في الظهور من جديد ، واوردت بعض من المصادر اليوم الاحد رغبة امريكا في تقسيمها الى خمسة اقاليم ، فيما اكدت مصادر اخرى رغبتها في تقسيمها الى اربعة اقليم .
ويمكن اعتبار هذا النوع من التدولات بداية الانفراجة الحقيقية للازمة اليمنية ، و اول انفراط خيوط العجلة الدولية المؤدية الى حلها في حال ادراكنا بان اعادة تقسيم اليمن يمثل جوهر الصراع الخفي فيها ، والذي لم تستطع القوى الدولية المجاهرة به خلال السنوات الماضية من الحرب ، لكنه بكل تأكيد يمثل الارضية الصعبة التي يجب تهيئتها للتسوية النهائية للازمة اليمنية التي تمضي على قاعدة اشباع كافة اطراف الصراع بالحرب و ارهاقهم بها والقضاء على مقدرات ومصادر قوتهم العسكرية واضعافها بشريا وتقنيا حتى تصل الى قناعة بضرورة ايقاف الحرب والقبول باشتراطات العالم والاقليم بتسويتها .
وفي كل الاحوال لايمكن التقليل من اهمية التدولات المرتبطة بالرغبة الدولية في تقسيم اليمن واعادة صناعة مستقبلها السياسي الاتحادي الجديد الذي لم يزل هو الاخر طي الكتمان في صدور الدول الراعية للمشروع وبالذات امريكا صاحبة اليد الطولى والخفية في عملية المتغيرات الطارئة على اليمن والتي قلبت حياتها ونظامها الوطني رأس على عفب ، وهي من تملك رؤية خلاصها واخراجها من اكبر نكبة تعرضت لها في تاريخها السياسي المعاصر .
وربما لا تخرج تدولات التقسيم عن اطار التهكنات الاولية او المجسات الدولية لا استقصاء ردود الافعال عليها حتى لاتفاجأ امريكا الجميع بقرارها المسبق و النهائي والمعلن بعد ثورة التغيير بعام واحد القاضي بتقسيم اليمن الى ثلاثة اقاليم في خطة واضحة المعالم اطلقت عليها عملية اعادة تخييط الثوب . 
و اجادت امريكا عرابة الثورة والتغيير في اليمن وفي غيرها من الاقطار العربية توقيت الكشف في حينها عن هدفها الاستراتيجي الثابت من الثورة والحرب في اليمن والذي مرق في ذاكرة الاخيرة المثقوبة بالفوضى وبالازمات ، ولم ينتبه له امراء الصراع فيها انذاك  .
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان