نجحت قطر وفاز العرب
الساعة 07:53 صباحاً

  ظل الشعور بالتحدي عنصرا محفزا لدولة قطر منذ يوم الإعلان عن فوزها بحق استضافة المونديال ؛ و هو التحدي الذي استهدفها و التشكيك بقدرتها على تنظيم المونديال ؛ والذي استمر إلى الأيام القليلة التي سبقت يوم الافتتاح !

  لقد فازت قطر أيما فوز،  و نجحت نجاحا مبهرا في حسن تنظيم المونديال، و انتزعت بطولة التميز في التنظيم بشهادة الفيفا ، وشهادة مختلف الأوساط الرياضية .

 

   فوز قطر المتميز في تنفيذ هذه البطولة، التي تعدّ من الأحداث العالمية الكبرى، كما أنه فوز كبير لها ؛ فهو فوز للعرب أيضا.

  و كما فاز بفوزها العرب، فقد فازت الإنسانية- أيضا- يوم انتصرت قطر للآدمية في موقفها الشهير ؛ حين انتصرت للإنسانية ؛ ووقفت برجولة في وجه من يأتون في ناديهم المنكر ..!!

 

   و نجح الحضور العربي في المنديال حين استلفتت المنتخبات العربية بأدائها كافة الأوساط الرياضية، فقد كسر المنتخب المغربي حواجز، وحطم صنمية و هالة الوهم، و عقدة الوصول الى المربع الذهبي، فوصله باقتدار، مُقْصِيا- بفوز- مستحق منتخبين شهيرين، كانا من ضمن المنتخبات المرشحة للفوز بكأس العالم.

    فازت الأرجنتين  بالكأس - في المباراة النهائية، وحل المنتخب الفرنسي وصيفا ، و كلا المنتخبين يعودان وهما يحملان حسرة و غصة معا ؛ غصة انهزام الأرجنتين من المنتخب السعودي، و غصة انهزام المنتخب الفرنسي أمام المنتخب التونسي.

   و كما حضر الأداء  التنظيمي لقطر، فقد حضرت معه رسائل ثقافية و مبدئية غاية في التميز و الاعتزاز .

 

    إنه الإعتزاز بالرسالة الحضارية السمحة، و بالهوية العروبية الواضحة التي لا تقبل المسخ، و لا فقدان بوصلة المسار القويم، خلافا على اللاهثين خلف سراب، فلا هم أدركوا من السراب شيئا، و لا هم حافظوا على هويتهم التي تعصمهم من الذوبان في لا شيئ !

   حضر الأداء الفني الرياضي للمنتخبات العربية، و تميز حضور المنتخب المغربي بالحضور الأخلاقي الجميل ؛ يوم أن قدم خلق البُنوّة بجلال الاحترام للأمومة و الأبوّة، في عالم فقد هذا السمو الأخلاقي الرفيع.

 

   و لا ننسى للمنتخب المغربي ، و هو يبعث رسائله، أنه ترجم مبادئه و عروبته بقوة و وضوح؛ و هو يتوشح العلم الفلسطيني و يرفعه بشجاعة و اعتزاز.

   و رسالة قدمها الشعب العربي كله، و للحكومات كلها بحماسه الواحد، و آماله الموحدة، من الخليج إلى المحيط، حيث أكدت الرسالة بأننا أمة عربية واحدة ؛ فكونوا قيادات موحدة..!!

 

   و كان قوة أداء المنتخبات العربية - أيضا - رسالة للنظام العربي مفادها أنهم يقفون على رأس أمة حاضرة في كل ميدان، و قادرة على أن تبدع في كل مجال، و على هذه الأنظمة أن  تهيئ الملاعب و الميادين ، في كل المجالات ؛ ليقوم كل ميدان برسالته على أكمل وجه !

   فشيئ من الحرية يا عرب ؛ من أجل الكثير الكثير من الإبداع..!!

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان