يقام هذه الأيام بمدينة ( مارب ) معرض الكتاب الثاني ، وقد قال لي صديقي : من كان يتصور يا دكتور ان يكون هناك معرض للكتاب في مارب ؟ فقلت له : لا عجب من ذلك ، فمارب هي اول مدينة يمنية تغير نمط حياتها بسبب كتاب ، فهي اول مدينة في اليمن استقبلت اهم كتاب وصل الى اليمن حتى ذلك التأريخ ، والذي ارسله هو اهم رجل على وجه الارض في ذلك الوقت ،اعطاه الله مُلكاً عظيما لم يؤته أحدا من قبله، ولن يعطيه لأحد من بعده إلى يوم القيامة ، وجمع له مابين (النبوة والمُلك ) وعلّمه منطق الطير وآتاه من كل شيء ، ولذلك فإن الذي حمل كتابه الى مارب كان احد جنوده من الذين لاينتمون الى عالمي الجن والإنس بل الى عالم مختلف تماما وهو عالم الطيور . قال تعالى على لسان الملكة بلقيس : ( قالَتْ ياأيُّها المَلَأُ إنِّي أُلْقِيَ إلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ ) . وقد تفاعلت مارب رسميا وشعبيا مع ذلك الكتاب وكان سبباً في تغيير مجرى التأريخ في مارب ( سُلطة وشعبا ) وفي كل ارض اليمن التي كانت تحكمها تلك الملكة الحكيمة ، ولاهمية ذلك الكتاب الذي وصل الى مارب خلّد الله ذكره في القرآن الكريم حتى قيام الساعة . فكيف تستغرب من اقامة معرض للكتاب في مارب يا صديقي العزيز ؟