ما خاب من كان في صف المملكة العربية السعودية
الساعة 06:45 مساءً

اخطأ كثيراً النظام الحاكم في اليمن الجنوبي الذي استلم السلطة بعد استقلاله العام 1967م في فهم اهمية الدور السعودي في المنطقة لذا لم يحرصوا على اقامة علاقات جيدة معه او على الاقل عدم اظهار العداء تجاهه ومع ذلك ظلت علاقة الشعبين في الجنوب والمملكة العربية السعودية علاقة جيدة لم تستطع الخلافات السياسية بين النظامين ان تؤثر عليهما حيث اصبحت ونتيجة للظروف المعيشية الصعبة التي عاشها سكان الجنوب آنذاك بالنسبة للكثيرين من الجنوبيين وخاصةً في حضرموت ارض الميعاد او ارض الاحلام حتى انه لا يكاد يخلو بيت في حضرموت من مغترب او مهاجر بالسعودية وهناك استطاع كثيرين منهم توفير العيش الكريم لهم ولأسرهم وتكوين امبراطوريات تجارية ضخمة فيما بعد تجاوزت حدود المملكة لتصبح السعودية وبرغم تلك الخلافات الرافد الاول لخزينة الجنوب من العملات الصعبة من تحويلات المغتربين التي بلغت ملايين.

لا احد يستطيع تجاهل عمق وقدم العلاقات بين الجنوب والمملكة العربية السعودية فإلى جانب المصير المشترك الذي يجمعنا تجمعنا ايضاً عرى نسيج اجتماعي متداخل وارض مشتركة متداخلة وعادات وتقاليد تكاد تكون ايضاٌ متداخلة إلى جانب الدين والمذهب والعقيدة الذين يربطانا معاً لذلك لم تستمر حالة العداء بين النظامين في الجنوب والسعودية طويلاٌ اذ سرعان ما اخذ قادة الجنوب بالتقرب للقيادة السعودية ومحاولة الانفتاح عليها ولو بحدودها الدنيا في البداية لتصل مع مطلع ثمانينيات نهاية الالفية الاولى وفي عهد الرئيس علي ناصر محمد إلى مستويات عالية من التوافق و فيما بعد في المحاولات التي قادها الرئيس حيدر ابوبكر العطاس والتي كادت ان تصل إلى مستوى قياسي متقدم من الانفتاح والتوافق في مستوى العلاقات بين البلدين لولا ظروف تلك المرحلة وتسارع خطوات الوحدة من جهة وحرب صيف 1994م التي بددت احلام الجنوبيين في الانفتاح على السعودية التي انتهت باجتياح الشمال للجنوب وتصفية قادة وجيش الجنوب وتدمير مؤسساته وفي مجملها افضت في نهايتها إلى واد تلك المحاولات التي حاول فيها قادة الجنوب تصحيح علاقاتهم بالشقيقة الكبرى وفتح صفحة جديدة معها والتي لو قدر لها النجاح لأفضت إلى واقع افضل بكثير مما نحن عليه الان ولما خسرنا كل هذه التضحيات ووصلنا إلى هذا المستوى.
 

لقد بات الجنوب اليوم على عتبة مرحلة جديدة من تاريخه وعلينا ان ندرك انه بدون الدور السعودي والتوافق معه لن تقوم لنا قائمة ولن نستطيع تحقيق شي وان اي محاولة لاستعدا السعودية او التقليل من حجم ودور ما تقوم به لا يخدم إلا مصلحة اعداء الجنوب من الحوثيين والاخوان ومن هم على شاكلتهم فلا يمكن للجنوبين ان ينسوا او يتناسوا ما قامت به المملكة العربية السعودية حكاماً وشعباً سوا في السابق او في الوقت الحالي تجاه الجنوب وقضيته ولن ينسوا موقف الملك سلمان وولي عهده الامير محمد بن سلمان في العاصفتين ودورهما في تحرير الجنوب ووقف تمدد الحوثيين في اليمن تماماٌ مثلما لن ينسوا دور وموقف دولة الامارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة المساند للسعودية بهذا الشأن وتقديمهم لكافة اشكال الدعم العسكري والاغاثي وفي مجال البنية التحتية والحفاظ على استقرار العملة وردع مليشيات الاخوان.
 

تظل المملكة العربية السعودية هي مظلة للوطن العربي بأسره وهي من لها القدرة والفعل على التأثير على السياسة الدولية ولها دور محوري في اي ترتيبات قادمة في المنطقة وبالتالي فان العلاقة معها بالنسبة لنا اليوم علاقة مصيرية لا مواربة فيها ولا خداع وهي بمثابة اكسير الحياة لنا جميعاً الذي لا غنى عنه والوقوف معها ومع تطلعاتها وخططها هي ابسط تلك الاشياء الواجب علينا القيام بها تجاه هذه الدولة لمساعدة انفسنا اولاً وثانياً لرد الوفاء بالوفاء لما قدمته ومازالت تقدمه للجنوب ونتمنى ان يدرك الجميع انه مثلما يراهن الجنوبيين على شعبهم وعلى ابطالهم في تحقيق اهدافهم يراهن كذلك على دور الشقيقة الكبرى فلن يكون الجنوب القادم إلا مع المملكة العربية السعودية فما خاب من احتفظ لنفسه بعلاقات وطيدة مع المملكة العربية السعودية ووقف في صفها وإلى جانبها وما خاب من كان معه الامير محمد بن سلمان.
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان