في نهاية كل عام، كثيرًا من الناس يضعون لأنفسهم أهدافًا طموحة للعام الجديد، ولكن الأذكياء هم فقط من يعودون لتقييم ومراجعة أدائهم للعام المنصرم، ثم يضعون خططهم لعامهم المقبل، بمحددات مختلفة.
أعلم أن الكثير مصابون بالحزن واليأس نظرا لعدم تحقيقهم نتائج مرضية، وبسبب فشلهم الدائم، ويجدون أنفسهم كل عام يدورون في حلقات مقفلة، فيدفعون بأنفسهم ومن يعولون إلى قوافل التيه، أو إلى شباك وأهداف الآخرين.
نصيحتي لهؤلاء: جربوا هذا العام أن تضعوا نفس أهداف العام الماضي، ولكن غيروا من أنفسكم وتموضعكم، وطرائق تفكيركم وأسلوب عيشكم، ونوعية أصدقائكم؛ الذين تقضون معهم جل أوقاتكم.
إن لزم، غيروا وظائفكم ومكان عيشكم، وحتى لبسكم، وجميع تفاصيل حياتكم. سافروا، المهم لا تظلون واقفين في نفس مكان فشلكم.
غيروا زوايا نظرتكم لأنفسكم، ولأهلكم ولأصدقائكم، وللمجتمع المحيط بكم. حاولوا أن تراجعوا قناعاتكم تجاه كثير من القضايا؛ التي تعتبرونها ثابتة ثبوت كروية الأرض.
تذكروا أن الحياة هي الحياة والسنوات والشهور والأيام هي نفسها؛ لم ولن تتغير، وأن المخرجات التي تريدونها لن تتغير إلا بتغير مدخلاتكم، ولن تحصلوا على نتائج مختلفة إلا بتحركات مختلفة. وأن لا شيء ثابت ومستقر في الحياة إلا الله، فحتى الأرض التي تقفون عليها هي في حركة دائمة.
لا يكسركم غدر صديق، أو تنكر قريب، أو نذالة من كنتم له سند وعون، فقط احترموا الجميع، وحبوا القليل، واعتمدوا على الله ثم على جهودكم وتعبكم وسعيكم وعملكم.
لا تنتظروا جميلًا من أحد، ولا ترفعون سقوف توقعاتكم من قريب أو بعيد، حتى لا تجدوا أنفسكم ضحايا لليأس وأصدقاء للإحباط. كل عام والجميع بخير.
وإلى لقاء جديد في عامنا الجديد
