حاضرة العلم والعمل
الساعة 07:00 صباحاً

يحسب نجاح المؤتمر الدولي لصحة الام الطفل المنعقد اواخر الاسبوع الماضي بمدينة المكلا لمؤتمر حضرموت الجامع ، ويمثل علامة فارقة في تاريخه السياسي الوليد ، وتحولا نوعيا في اهدافه الاستراتيجية وتوجيهها لخدمة الدولة والمجتمع في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها اليمن وتهديد عواصفها لحاضر ومسنقبل حضرموت . 
وعادة ماترسم المؤتمرات العلمية الكبيرة السياسات العامة للدول وتعمل على وضع المعالجات المناسبة لحل المشكلات التي تواجهها في مختلف الجوانب الاقتصادية والصحية والتربوية والاجتماعية والامنية وتسعى الحكومات والوزارت المعنية للاستفادة من اورقها وابحاثها العلمية ، وترسم منها خارطة الطريق   للخروج من ازماتها في كل مجال ، وان كانت اليمن والعديد من الدول العربية بعيدة كل البعد عن هذه التوجهات و الاستفادة من نتائج الابحاث العلمية والعمل على تطبيقها لمواجهة المشكلات التي تعاني منها ، وظل اعتمادها قائما على الرؤى المصدرة لها من الخارج ، وتجاهلها لعقولها الوطنية ونتاجاتها العلمية الهائلة والرائعة مما ولد فجوة كبيرة بين النظريات الادارية وتطبيقها في كل مجال وكان الاخفاق سيد الموقف لها على الصعيد المركزي والمحلي . 
وتكمن اهمية المؤتمر الدولي عن صحة الام والطفل في حشده لاكبر المراجع والعقول الطبية من ذوي الاختصاص في اليمن وخارجها ، وغزارة ابحاثهم العلمية واحتياجات كافة البلدان لها وبالذات اليمن وتطلعها لتعزيز الخدمات الطبية لصحة الام والطفل باعتبارهما البوابة الاولى لسلامة وصحة المجتمع ، حال الاخذ بالاعتبار بان امراض الامومة والطفولة تمثل اكبر المشكلات التي تواجهها في الجانب الصحي على مالها من ارتباطات وثيقة بالصحة العامة للمجتمع . 
ونتمنى ان تشمل خلاصة الابحاث العلمية المقدمة للمؤتمر على خط مسار سريع لتحسين مستويات خدمة صحة الام والطفل معا والمتدنية بشكل ملحوظ في مختلف محافظات الجمهورية لا اريافها فقط ، وذلك بعمل التوصيات الملزمة للحكومة وسلطاتها الصحية والمحلية بضرورة وضع ملف طبي رقمي  لكل من الام والطفل يمثل المرجعية الاولى والاساس لحالتهم الصحية في مختلف مراحلهم العمرية يكون بمثابة راصد آلي للامراض التي يعانون منها ، ومعرفة مدى استجابتهم للبرامج العلاجية لها ، وتسهيل مهمة تعامل مقدمي الخدمة مع كل عارض صحي لهم .
تحية لقيادة مؤتمر حضرموت الجامع ولكل المراجع العلمية والطبية المشاركة في المؤتمر الدولي لصحة الام والطفل والذي عقد في المركز الاداري والسياسي الاول لحضرموت مدينة المكلا ، تاصيلا  لادوار حضرموت وعقولها ورجالها في خدمة العلم والعلماء والمجتمع .
وهكذا تظل حضرموت حاضرة العلم والعمل في بلاد اليمن

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان