بين الأمس واليوم!
الساعة 05:19 مساءً

نجح الإسلام في توحيد الناس، فخلفته المذاهب، ففرقتهم، ومزقتهم.

نجح نبينا الحبيب محمد في المساواة بين الناس، فخلفته الطائفية، فكرست العنصرية بينهم، وأعادت لهم العصبية الجاهلية، والأحقاد الماضوية.

كان لدينا دول مستقرة، فقفز لنا الوعاظ وقدموا لنا بدائلهم الإسلامية عنها، هي الولاية والخلافة، ففشلوا في مساعيهم، ثم رحلوا، ورحلت معهم الدولة!

كان لدينا دستور ونظام ولوائح لإدارة الدولة، فقفز الوعاظ، وأصروا على إقحام مروياتهم الدينية ووصفاتهم المذهبية في تفاصيل إدارتها، وقدموا خلطاتهم السحرية لتسيير خدمات الدولة، وأغرقونا بفتاواهم لمكافحة الفقر، فعجزوا ثم اختفوا، واختفى معهم الدستور والقانون وخدمات الدولة، فحضرت الحرب وزاد الفقر.

كان لدينا مسجد واحد وخطيب واحد، وآلاف المؤمنين والصالحين، ومجتمعات مسالمة ومتصالحة ومتعايشة، فجاء الوعاظ، فبنوا آلاف المساجد، وأسسوا عشرات الجامعات الإسلامية؛ أخرجت لنا آلاف الخطباء، فكانت النتيجة أن تناقص المؤمنين واختفى الصالحون، وتزايد الغلو والتطرف والتشدد، وزادت نسبة الملحدين.

هل الأمر كذلك؟.

**
الهوية الإيمانية

معناها أن تنسى يمنيتك، وتتحول إلى ذيل صغير للإمامة في اليمن، وتنسى حضارتك وقوميتك وكرامتك، وتتحول إلى أجير رخيص في زريبة زيديتهم، وترضى وتبارك وتخضع لقيادة لكل من قال لك إنه ينتمي إلى بني هاشم، حتى وإن كان أجهل من حمار أهله، وأن تنسى تاريخ اليمن وحضارته ورموزه، وتستبدلها بقناعة تامة، بتاريخ قريش وبعقائد الفرس وصرختهم، وقصصهم وحكاياتهم وحروبهم وأحقادهم ورموزهم، وتؤمن أن ذلك هو الطريق الأوحد إلى الجنة.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان