تونة فتحي والغلاء والخلل ..
الساعة 04:34 مساءً

عدنان حجر
صديقي الاستاذ فتحي بن لزرق رئيس تحرير صحيفة عدن الغد وهو انسان نبيل وصحفي شجاع ..كان نفسه  بكيلو سمك ثمد فوجد سعره ب13 الف ريال  فاستغرب ذلك في بلد تحيط به البحار من كل جانب واكتشف أن هناك خلل وخلل كبير فادار ظهره للثمد الغالي واستبدله بعلبة تونه رغم أنه مقتدر على شراء كيلو الثمد متسائلا فكيف الحال بالمواطن الذي راتبه لايتجاوز 60 الف ريال منتقدا الغالبية من الناس لأنها صامته صمت القبور ..ذذلك ماجاء في سياق منشور الاستاذ فتحي علي يومياته في الفيس بوك..

الاستاذ فتحي مقتدر ربنا يفتح عليه وكان نفسه بسمك ثمد يعني له فترة مايشتري سمك فمن المؤكد أنه خلال هذه الفترة كان يأكل ماهو أغنى من السمك أو ماهو ارخص من السمك أو ما هو ارخص مما هو أغنى من السمك ..ومن حقه أن يأكل مايريد من فضل الله الذي من به عليه..
.وعلى فرض أن الاستاذ فتحي وغيره من المقتدرين اشتروا تونه بدل السمك فهذا لايعني أن التونة هي سلعة غير المقتدرين وانما تعبيرا عن رفضه للغلاء وتحريك اصوات الصامتين على الغلاء .. لكن هل شراء كل المقتدرين تونة بدل الثمد ممكن يكون حل لوقف ارتفاع اسعار السمك اللي السواد الاعظم من الناس مش قادرين على شراء ماهو ارخص غلاءا من السمك ...

في حارتي ( حافتي ) النظيفة ازقتها والهادئة جدا الخالية من الفوضى والمشاكل وقرب منزلي الايجار 5 دكاكين على مسافات متقاربة..السكان في حارتي خليط من فقراء ومقتدرين لكنهم لايتهافتون على شراء التونة بديلا عن الثمد ولا يتمكنون من اتخاذ القرار في شراء التونة بسهولة لأن كل دكان من الدكاكين الخمسة يبيع الحبة بسعر مختلف بينهم جميعا كل واحد له سعر وكل يومين ثلاثة أيام يرفعون السعر والسلعة هي نفسها شكلا ( علبة ) ومضمونا وإذا قلت لواحد منهم ليش انت سعرك كذا وفلان الذي جنبك سعره كذا لايصيج في وجهك ولا يختلف معك وكمان يبتسم لك ويقول لك روح اشتري من عنده.. وهو ذات الأمر في بقية السلع في هذه الدكاكين ..

فالغلاء ياصديقي ليس غلاء عرض وطلب ولا خلل في الاصطياد والإنتاج والتوزيع والتسعير والرقابة والمتابعة والضبط والمحاسبة .. ليس هناك خلل ياصاحبي ..بل هناك خللين , خلل كبير وهو سوء قيادة وإدارة البلاد والعباد في كل مناحي الحياة .. وخلل عظيم وهو انعدام الضمير لدى المتحكمين باقوات الناس ومصادر رزقهم وانعدام القيم الوطنية والقيم الخيرية في المعاملات والبيع والشراء وسيادة الطمع والجشع ..الغلاء ياصديقي غلاء مزاج لغياب الجهات الحكومية وعدم قيامها بدورها الإنساني والأخلاقي قبل مسؤولياتها التنفيذية الإدارية ..

فالخلل الكبير ياصديقي أنتج انفلاتا كبيرا في اقتصاد سوق العرض والطلب وسوق المنافسة  فاستغله الباعة الكبار والصغار فحولوه إلى اقتصاد سوق المزاج والضحايا هم الغالبية من الناس الصامته صمت القبور ليس عن خوف او جبن بل لغياب وجود دولة قانون وحكومة مؤسسات والاغلبية التي لاتستطيع الحصول على وجبة غذاء واحدة في اليوم إلا بصعوبة أو بقدرة قادر هل بمقدورها أن تستبدل ماهو غالي بماهو رخيص وفي الأساس لاتوجد سلع عذائية رئيسية رخيصة والاسعار في كل السلع في ارتفاع مستمر ولا تتراجع الاسعار ..

في الظروف الراهنة وخصوصا المحافظات الجنوبية والشمالية المحررة اصلاح الخلل لايحتاج لثورة ولا لانقلاب ولا مسيرات ولا وقفات احتجاجية لأن هذه الأنشطة في الظروف الراهنة تخدم الأعداء والمتربصين بالبلد اكثر من خدمتها للمتضررين من الأسعار وفي ذات الوقت ستلقى من الحكومة إذن من طين وأخرى من عجين .. اصلاح الخلل يحتاج لضمير حاكم ومحكوم على حد سواء وليس حكومة حاكمة معظم وزرائها ثبت فساده ..

الناس ياصديقي الجميع يشتكي من الظلم والفساد وغلاء الاسعار والانهيار الاقتصادي وكأنه لايوجد في هذا البلد ظالم أو فاسد ..السواد الاعظم من الناس يعيشون في غيبوبة الوضع المتردي اقتصاديا لدرجة أن هناك من النخبة الثقافية والسياسية والصحفية لايعرفون من هو المناضل الاديب الفقيد ابراهيم صادق ولا يعرفون من صاحب القصيدة الوطنية انا يمني واسال التاريخ عني أنا يمني .وأصحاب اللحى منهم من تحسبه مستقيم وهو لئيم ومنهم واعظ سقيم ..ومن يحاور العدو الحوثي تابع وذليل ووزراء وسفراء ومدراء ونواب وتجار صفقات فسادهم تزكم الانوف ..والموظفين والمحاربين بلا رواتب والجرحى بلا رعاية وأسر الشهداء يفتقدون الاهتمام والنازحين يعيشون الماسي  والأحزاب بين متخادمين مع العدو وأخرى في الانعاش ..
والوطنيبن الاحرار الشرفاء أمام جيش من اللصوص في زمن السلم وزمن الحرب ..

فكيف يمكن لمثل هؤلاء النخبة معالجة الخلل بإحساس معرفي وطني وبضمير حي عادل ومنصف ..وكيف للغالبية من الناس أن تصحح وتعالج الخلل وهم اموات على قيد الحياة والاقلية تعيش في نشوة العيش الرغيد..
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان