إلى متى ستظل توكل كرمان تبيع الوهم؟
الساعة 04:30 مساءً

لم يكن أحد يتوقع أن توكل كرمان ستدعو هذا العام إلى الاحتفاء بما تسميه ثورة فبراير ، خاصة وأنها أعدت لندوة في جامعة جورج تاون الأمريكية حول السلام في اليمن ، وهي أول مرة تنطق بالسلام منذ أن استلمت جائزة نوبل للسلام ، لكن ما سمعنا وقرأنا حول الاعداد لحفل فني تحييه الفنانة الموهوبة ماريا قحطان في مأرب بهدف دعم مرضى السرطان ، اتضح فيما بعد أن الحفل يخص ثورة فبراير ، مما جعل السلطة المحلية برئاسة المحافظ سلطان العرادة تمنع هذا الحفل .

الملفت للنظر أن صاحبة نوبل مازالت تصر على بيع الأوهام للذين صادروا عقولهم ، وفوق هذا تمارس الكذب والتضليل واستخدام مرضى السرطان كواجهة للاحتفال بثورة فبراير ، التي لم يستفد منها سوى الحوثي الذي سيطر على الدولة ومؤسساتها ، ولم يستفد الشعب اليمني منها سوى الفقر وتكبد خسائر بمئات المليارات من الدولارات ومئات الآلاف من القتلى والجرحى وملايين المشردين والنازحين .

أجزم أن توكل تعاني من حالة نفسية جعلتها تفقد الإحساس بالواقع من حولها ، وإلا بأي عقل تشتم الآخرين وتتوعدهم لأنهم قالوا لها إن الثورة التي تتحدثين عنها لم تكن سوى سجادة حمراء لإيران ، وأن ما حدث كان كارثة بكل المقاييس ، هؤلاء الذين تشتمهم توكل كانوا معها وكانوا يأملون بتغيير الأوضاع إلى أحسن منها ، ولما اكتشفوا أنهم كلما تقدموا إلى الأمام ونظروا إلى الخلف وجدوا أن البلاد قد توقفت فيها التنمية ودمرت بنيتها التحتية ولا شيء ينمو فيها سوى المليشيات ، فتوقفوا عن الركض نحو الهاوية .

المفروض أننا قد وقفنا أمام أنفسنا منذ فترة ، وتجاوزنا حالة الارتباك وسألنا أنفسنا ، لماذا ثرنا ، ولماذا انكسرنا ؟ من الأبطال ومن الخونة ؟

وبصيغة أخرى ، نسأل أنفسنا ، لماذا لم يتحول الشباب إلى كيان منظم

بدلا من مغالطة النفس وممارسة الخروج عن الوعي وإقناع أنفسنا ، بأن الثورة سرقت ، مع أن المنطق التاريخي يقول بأن الثورات لا تسرق ، فالتي سرقت هي الدولة ، فقد سرقت في زحمة الخلافات وخوض السجالات في إدانة بعضنا البعض .

الهجوم على سلطان العرادة وبهذه اللغة ، تجعل من أراد أن يدرك أن المسألة لا علاقة لها بالتغيير وإنما لها علاقة بالمتاجرة بآلام الناس وأوجاعهم ، وإلا كيف نحتفي بثورة لم يقطف ثمارها سوى الحوثي

الذي أهدر الإرث الجمهوري وأهدر ثورة ٢٦ سبتمبر ، وكأن توكل كرمان تقول لنا بالحرف الواحد ، إن الثورة التي قامت بها ، كانت من أجل ألا يكون لليمنيين دولة ، فحينما نهدر القيم الكبرى بالكذب والتجهيل ، فإن الوصول إلى المستقبل يصبح مستحيلا 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان