اليمن ليست مجرد صف جمهوري، بل هي شعب جمهوري، و يمن جمهوري؛ مهما استأسد هِرٌّ، أو استذأب ثعلب !
لا شك أن عبارة الشعب الجمهوري أوسع مدى، و أبعد عمقا، و أقوى أثرا، من عبارة الصف الجمهوري.
الصف الجمهوري؛ بالمقارنة للشعب الجمهوري يوحي بمحدودية العدّ و العدد، و يشي بما يفهم منه أنه يعني أو يقصد شرائح معينة أو صفا نخبويا ؛ و لذا فالأَولى أن تقوم التعبئة على اصطفاف الشعب؛كل الشعب. و الشعب في مجمله شعبا جمهوريا، و تلك هي الحقيقة الراسخة مهما انتفخ الهر بادعاء التنمر .
فلتكن التعبئة و المناداة للاصطفاف للشعب الجمهوري، في عموم الوطن، و لا نقزم دعوة الاصطفاف لمسمى الصف الجمهوري فقط؛ لأن الشعب يضم الصف و الصفوف،و الشرائح و الفئات،و الناس أجمعين.
وحين يتعزز الاصطفاف الشعبي بقوة؛ حتى النخب تجد أمامها متسعا و حِلاًّ من أن تكون مقيدة الحركة بعلاقات، أو حسابات، بل تحررها من أسوأ القيود؛ و أسوأ القيود هي تلك التي تكون مرتبطة بضغوط ما من هنا أو هناك.
كان الشعب اليمني يطمح أن يتحقق هذا الاصطفاف الشعبي الأوسع، فقد تجلت - حتى- للمخدوعين حقيقة السلالة الحوثية التي لا ترضى بأن تتعايش مع أحد.
ولنا جميعا عبرة بغدرتها الكبرى حين غدرت و تنكرت لمشائخ، و وجاهات اجتماعية، و قيادات مدنية و عسكرية ساعدت و تحالفت معها في انقلاب 21سبتمبر الذي مثل نكبة لليمن، حيث أن ذلك الانقلاب الكارثة كان بمثابة إعلان ساعة الصفر للحرب على الشعب و الوطن.
لقد بلغ ذلك الغدر و التنكر من جماعة الحوثي لهم حد وصوله للتصفية الجسدية، و ما جرى يوم 4 من شهر ديسمبر 2017م. حدثا بليغا و كافيا لأن يتخندق الجميع في الخندق الجمهوري بكل حماس و قوة، و بلا تردد . و على كل الأطراف أن تعي جيدا أهمية و ضرورة هذا التلاحم و التخندق الموحد.
المشروع الحوثي لا يقر بالتعايش مع أحد إذ يتمترس خلف زعم الحق الإلهي في الحكم، و أن سائر الناس عبيد.
ما يفاجئ الشارع اليمني اليوم، رغم غدر الحوثي و مكره بالذين مدوا أيديهم إليه، أنهم بدلا من اليقظة الواعية، مازال بعضهم في غيبوبة؛ و بدلا من الثأر لأنفسهم من عدوهم، و عدو كل اليمنيين، الحوثي، راحوا يسبون و يشتمون من يدافعون عن الثورة و الجمهورية..!!
قلب الحقائق لا تبرئ ساحة المخطئين، و لكن معرفة الخطأ و الاعتراف به يقي من الوقوع في فخ كوارث أخرى، ونكبات غيرها، و هل هناك أسوأ على اليمن من كارثة الحوثي؟ و هل هناك نكبة أكبر من نكبة اليمن بــ 21 سبتمبر التي مكنت للحوثي؟
ماتزال اليمن كبيرة بمشروعها المقاوم، و ما يزال الشعب الجمهوري قويا، مادام مقاوما لا ينكسر لأي أجندات، أو مشاريع تناقض غاياته و أهدافه.
إن اصطفاف الشعب الجمهوري لمواجهة مشروع الحوثي هو الخيار، هذا ما ينبغي أن نعيه جيدا ، و أن نترجمه واقعا ، وأن نشاهده عملا فاعلا في الجبهات، وفي كل المجالات.
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
سائق ينجو من الموت بأعجوبة بعد غارة أمريكية على طريق صنعاء-الحديدة!
-
"موجة بيع غير مسبوقة للعقارات في صنعاء.. هل هي مؤشر لانهيار وشيك؟"
-
"اليمن يفتح أبوابه للعالم: مطار دولي جديد يدخل الخدمة بعد عقد من التوقف"
-
"أطراف خفية تعرقل تحرير الحديدة بإشعال الفتن في الجنوب.. من المستفيد؟"
-
مراسل ل "ترامب": هل صحيح أنكم تراجعتم عن خطة إسرائيلية لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية؟.. شاهد رد الرئيس الأمريكي
-
مغتربون في ورطة.. هل يمكن لحاملي الجوازات السعودية العودة بعد السفر؟
-
"توجيهات تربك سوق الوقود في صنعاء.. والمواطنون في حالة ترقب"