نائمون بانتظار دورهم !
الساعة 04:14 مساءً

   تقدر الإحصاءات عدد سكان الوطن العربي ب 423 مليون نسمة، يتواجدون على مساحة إجمالية تصل إلى قرابة أربعة عشر مليون كم2.

   ولو رحنا نبحث عن تعداد الجيوش العربية لوجدناه رقما يفرح العرب أجمعين بكل تأكيد .

   لكن ، ربما لو كان الشاعر عبد الله البردوني- صاحب قصيدة: عروبة اليوم - حيا بيننا لكان له رأي آخر .

 

   لا أريد- بكل تأكيد- أن أقوّله، غير أنه تحضرني له بيتان من قصيدته تلك؛ حين يقول ممتدحا انتصار الخليفة المعتصم العباسي في فتح عمّورية التي كان للشاعر العباسي أبي تمام ملحمة في وصف تلك المعركة، فاستدعاها البردوني في مقارنة بين عروبة ذلك الزمن، و عروبة اليوم ، حيث قال البردوني عن فتح عمورية :

 

     تسعون ألفا ل( عمورية) اتقدوا

     و للمنجم  قالوا  إننا  الشهب

 

   ثم يتأوّه مقارنا :

 

     و اليوم تسعون مليونا و ما بلغوا

     نضجا و قد عُصر الزيتون و العنب

 

   استكثر البردوني تعداد العرب يوم قال قصيدته في العراق في مطلع سبعينيات القرن الماضي ! ترى ما عساه أن يقول اليوم لو أنه كان حيا بيننا !؟

 

   لعله كان يستدعي بيتي الشاعر العباسي دعبل الخزاعي، فينسج على منوالها، إذ يقول دعبل :

  

     ما أكثر الناس لا بل ما أقلّهم

     الله  يعلم أني  لم  أقل فنَدا

 

     إني لأفتح عيني حين أفتحها

     على كثير و لكن  لا أرى أحدا

 

   لعل قارئ يقرأ هذه السطور فيعتقد أنها ترمي إلى ما يجري من مواجهات بين أبطال فلسطين مع الكيان الهمجي الغاصب، مع غفوة عربية ظاهرة، فيقول قارئ آخر : دعوا فلسطين تسجل التاريخ لها و للعرب و المسلمين أجمعين؛ و لن يضرهم من خذلهم .

 

   و لكن هذه السطور تتساءل : أين هم في محن أقطار عربية عديدة؛ تعمل فيها مُدْية الجزار جهارا نهارا، ليل نهار ..!!؟

 

   ها هم الجزارون يتنقلون من قطر إلى آخر، و القوم نائمون.. و غاية ما يفعله الملأ في هذا القطر أو ذاك أن يتساءل في نفسه: ترى، متى يأتي الدور؟

 

   و يتبع الجزارين عبيد مداهم أحدّ شفرة، و أيديهم أطوع فتكا ! و عادة ما يظن العبيد أنهم في منجى من هذا المصير !

 

   تبا لها من فُرقة ، و تبا له من خلاف؛ حوّل 14 مليون كم2 إلى أرض مستباحة، حتى لكل من ليس له قدر !

 

   تبا لها من فرقة، و تعسا له من خلاف يجعل من أكثر من أربعمائة و عشرين مليونا، مجرد أرقام في سجلات الإحصاء و التعداد لا غير !

 

   بل تبا لها من سياسة حمقاء تعتقل العقول، و تحبس الأسود، و تقرب الحيّات، و تقتل الحياة ..!!

 

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان