الفنان والواعظ
الساعة 04:27 مساءً

عندما تحضر حفلة فنية لفنان، ستخرج من حفلته وأنت كالطائر المحلق في السماء، عاشق لنفسك ومحب لأهلك، ومشتاق لطفولتك، وتتغزل في زوجتك أو صديقتك، وتنسنس مع تفاصيل ما حولك، وستجد نفسك تحتضن الدنيا بحب وشغف وتفائل.
بينما إذا قادك حظك العاثر لحضور خطبة دينية لواعظ من حق جماعة الثعبان الأقرع، أو إمام من حق جماعة السرداب والعمامة السوداء، أو شيخ من حق ضجيييج (الموووووووت يا عباد الله المووووووووت)، ستخرج من محرقته، ورجلك اليمنى تصارع اليسرى، وأنت كاره للحياة، وغاضب من نفسك وحاقد على أهلك، ومعصب على جارك، ومتأهب لحش رقاب كل من حولك، والحياة سودااااء أمامك...
وهذا الحال ليس من صنع ديننا الحبيب، ولكنه من صناعة رسل الموت وتجار الدين ولصوص الآل وناهبي الخُمس، وضباع الطوائف، وجرذان المذاهب
نصيحتي: 
أبدا يومك بقراءة سورة من القرآن، واختمه بسماع فنانك المفضل، وأحرص على صلاتك في وقتها، ثم عد إلى حياتك الطبيعية، بشغلها وشغفها وضجيجها وجدها وهزلها. حب الجميع بمعزل عن دين أو مذهب أو عمامة أو نسب أو ذهب أو مذهب، وانتبه وحافظ على أولادك من وعاظ المذاهب ومحاضرات تجار الدين بعد الفجر وبين مغرب وعشاء، فإن فيهما السم السعاف والتجهيل الناعم للأطفال. 
من خرجت من مجلسه وأنت مغموم ومكروب وضائق صدرك فقاطعه حتى لو كان يتنفس قرآن. 
إذا جاءك خاطب لبنتك ووجدته يكره الطرب والغناء والفن، فاطرده في الحال، لأنه سيحول حياة ابنتك إلى جحيم.
إذا لديك صديق يهتم بطول لحيته أكثر من اهتمامه بعقله فاتركه، وإذا وجدت صديقا لك يردد أنه نكع إلى الدنيا من كعلة مقدسة، فأحذف رقمه من جوالك قبل أن يسرق أحذيتك.
يومكم سعيد.
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان