عدن المدينة التي تقبع تحت الظلام الدامس اليوم , وتفتخر انها اول مدينة عرفت الكهرباء في الجزيرة العربية عام 1926م , واستمرت مضاءة لسنوات كعروس في حضن البحر , عشقها زوارها من ملوك وسلاطين وامراء الجزيرة ,وكل من انتهل منها علم ومعرفة وحضارة وكل جديد , وتمنوا من الله ان يرزقهم مثلها في صحاريهم والبراري , فهل كانت تلك الأمنية رزقا لهم وبلوه على عدن ؟ والله يرزق من يشاء ويبتلي من يشاء , وهو على كل شيئا قدير .
في اللحظة التي اكتب فيها هذه الكلمات , وانا اتحسس بأصابعي حروفها من ظلام دامس , وجسمي يقطر عرقا , واحفادي يصرخون الم من أجسام نهشتها الحرارة , وبطارية أكملت اقساطها قبل شهرين , لم تعد تعمل بسبب غياب الكهرباء .
بطارية وشواحن ومراوح اقتصادي , حولتم عدن وغيرها من المدن التي تحت سلطة فاشلة وفاسدة , سوق لمنتجات الشرق والغرب , التي اثقلت كاهل المواطن , ولم تعرفها عدن الا في عهد هذا الفشل , لم نشهد مثله عهد , رغم كل الإمكانيات , محافظ وعدد الوكلاء والموظفين , والطاقم الذي يلتهم ميزانية ضخمة , لا شي يصل للمواطن , الفاقد للخدمات والامن الغذائي والأمان , مواطن مشغول في راتب حقير لا يكفي متطلبات حياته الحقيرة , راتب لموطن مهدد بالجوع , من حكومة مفلسة , وسلطة جاثمة بفشلها .
ويبقى السؤال ما الداعي لوجودكم ؟ هل وجدتم لتستنزفو إيرادات عدن , وتعيشون في نعيم هذه الإيرادات , ومساكنكم المضاءة بمولدات مستوردة بمبالغ مهولة , و وقودها متوفر على طول , بينما المواطن ضحية هذا الفشل والعذر الأقبح من الذنب , عدم توفر وقود لمحطات كهرباء متهالكة , بينما عقود صفقات شراء الكهرباء مستمرة , وعدن بدون كهرباء , وعود وعهود لستم رجالها .
الحقيقة التي برهنها الواقع ,انكم اصغر من ان تديرون عدن , بكل ما لديكم من إمكانيات ودعم , وما قدمتموه من تنازل في قضايا وطن وامة , ويبقى السؤال أين حصاد وثمار كل تلك التنازلات , نسمع جعجعة إعلامية ولا نرى شيئا على الأرض , نحن امام اعلام كاذب منافق , او اننا امام فساد قذر ولا حياة لمن تنادي .
المواطن اليوم في عدن يصرخ الما وبؤسا ويأسا , صراخ يرتد صداه على صخور جبل شمسان التي تشع حرارة , تزيد من معاناة الناس , المحرومين من كهرباء لكي تشغل ادواتهم المنزلية , وتلطف أجواء عدن الحارة بنسمات هواء بارد .
مواطن محروم حتى من السواحل التي كانت متنفسه , سواحل اليوم تتقاسمونها ثكنات عسكرية , التنزه فيها مجازفة ذات مخاطر , وعساكر يفتقدون للذوق .
ذوق الشطط وعلقه بالكامبة , واطلاق الوعود والعهود , والرجال تحبل من لسانها , حبل كاذب , يستدعي من المواطن الصبر والمصابرة , و تحمل حرارة الصيف , وانتم تقبعون تحت برودة المكيفات التي لا تتوقف , ولن تتوقف على حساب الناس , وحسبي الله ونعم الوكيل على كل ظالم ومستهتر وفاشل , سبب الأذى والاسى لعدن وأهلها الطيبين والوطن جنوبا وشمالا .
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
السعودية تحسم جدل استئناف الحرب باليمن (اعلان)
-
ظهر في قصر المشرف بأبوظبي.. صالح يقدم الواجب لرئيس الإمارات
-
قيادي منشق يكشف عن طبخة دولية - سعودية قادمة بالجحيم للحوثي.. الجماعة تعيش فزع غير مسبوق
-
انفراج .. بدء تنفيذ بندين من خارطة السلام
-
أول خطاب تحذيري من البنك المركزي اليمني إلى بنوك صنعاء.. بعد انقضاء أكثر من نصف مهلة الشهرين
-
أول مسؤول جنوبي يضحي بمنصبه مقابل مصلحة مواطنيه
-
أغنى شخص في العالم. يوجه ضربة قاتلة للحوثيين