ما شاهدناه بالأمس في العاصمة عدن من حشود وتجمعات من أجل افتتاح البيرق مول هي في الحقيقة صورة غير حضارية وإلا لماذا تلك الحشود؟

من أجل محل تجاري أكثر من احتشدوا لا يملك أكثرهم قوت يومه وان حصل لقلة قليلة فالسواد الأعظم لا يستطيع الكثير منهم ان يتجرأ ويدخل اسرته وصغاره هذا المول وهو لا يستطيع أن يعزم طفل علبة عصير او آيسكريم  للأسف انها صورة يستغلونها سماسرة الفساد ليقولوا للعالم أن الدنيا بخير؟

لا والله لم تكن بخير انها صورة تعكس واقع تبلد وواقع وان حصل فهو لا يعبر عن لسان حال السواد الأعظم من أبناء هذه المدينة المطحونة التي يعيش ابنائها واقع أليم حيث لا خدمات وأهمها الكهرباء حيث ان كثيرا ممن احتشدوا بالأمس لن يعود إلى منزله إلا وانتشرت ريحة جسده مسافات بسبب اجوا هي الأكثر حرارة وألم في أحد أكثر مدن العالم حرارة عدن

التي ابتلاها الله وكتب عليها ما تعيشه من مآسي وصلت كل أسرة وبيت. نقول هذا ونحن نؤيد ونبارك العمل على إقامة كل مشاريع البنية التحتية في عدن ونبارك لمالك المشروع ونقول وفقكم الله؟ لكن نقل صور وإحتفال لمشروع

مول العالم تجاوزه وأصبحت مثل هذه المشاريع تنافسية في بلدان اصحابها يدفعون مبالغ مالية كبيرة لشركات الدعاية وشركات الاغذية وغيرها توفر لها تكييف وثلاجات مجانا لعرض منتجاتهم؟

بينما كما قلنا اهلنا وشعبنا في عدن طحنهم الغلاء وما الدعاية وحشود في هذه الأيام لأي مشروع تجاري إلا انعكاسها السلبي على هذه الأمة إلا أكثر بكثير من إستفادة صاحب هذا المشروع. قد يقول قائل رأي مخالف لما ذكرناه ولكن يبقى سؤال. هل من

مصلحة مواطني عدن ان يتم نقل صور للعالم أجمع تقول الدنيا وعدن بخير وإفتتاح المولات والمشاريع أكبر شاهد بينما في حقيقة الأمر أصبحنا نعيش في وضع أكثر الناس لا يستطيع أن يرقد ليلة في فندق في عدن ولا تستطيع معظم الأسر حتى الدخول لبعض المولات التجارية وان دخلت

تشاهد على وجوهها صور البؤس والمعاناة وما أكثر الأسر الشريفة التي لا تسمع من يعبر عن تردي أحوالها بسبب صنتعه عصابات وسماسرة الحروب التي أصبح بعضها يروج للعالم الخارجي ان عدن بخير بينما عدن أكثر مدينة يعيش اهلها العذاب

في الدنيا والطبخ على نار تلك الشلل الممارسة للفساد والمتفننة في إدارته