منكوبون .. ولكن مهووسون..!
الساعة 02:10 مساءً

شعبٌ تعصف به النكبات، ويعتصر أبناءه الجوع، ويكتوون بجنون الأسعار وتقلباتها،ويذبحه الفاسدون واللصوص من الوريد إلى الوريد، ولايجد بعضهم (كسرة) خبز يابسة يسد بها رمق جوعه، ويتسول بعضهم في الطرقات والمساجد والجولات..

يعبث به العازفون على وتر الوطنية الكاذبة، ويجعلون منه سُلماً يصعدون من خلاله للوصول إلى مآربهم وغاياتهم وأهدافهم، بل ويدوسون على كرامته من أجل شموخهم وكبريائهم ومناصبهم وكراسيهم..

شعبٌ لايفكر ألبته في مستقبله وحلمه ووطنه بقدر ما يهمه أن يصل لما يسد رمق جوعه فقط كأقصى طموحاته في ظل مايحدث لهذا الوطن من نكبات ونكسات ومؤامرات داخلية وخارجية..

ومع هذا وذاك ما أن يحدث أي حدث تجده يسير خلف جنونه وتقاليع العالم التي تفاجئنا كل يوم بجديدها وثورتها ويزاحم وينافس ليس لأنه يملك ما يؤهله لهذا الشيء أو ذاك الحدث ولكن لان الشغف اليمني نوع آخر تماماً صعب المرآس..

بالأمس القريب وتحديداً في العاصمة عدن شاهدنا افتتاح المول التجاري (البيرق)، ورأينا الزحام والاصطفاف غير الطبيعي من عامة الناس قبل خاصتها، رأينا من يجري خلف شغفه،ومن يجري خلف هوسه،ومن يجري خلف رغباته وغريزته..
اصطفاف فاق حدود المعقول والمقبول في ظل مايحدث لهذا الشعب من تجويع وحرمان وفقر وضيق وضنك وقلة ذات اليد، حتى بت في حيرة من أمري كيف لهذا الشعب المسحوق  الذي يعاني الأمرين أن ينصاع خلف تلك الرغبات التي لاتسمن ولاتغني من جوع..

لهثٌ خلف مايفوق قدرات وطاقات هؤلاء المسحوقين، وزحامٌ خلف ثلة من الناس ظنوا أنهم مشهورين، وتسابُق على بهارج وزخارف لايقوى هذا المسكين على اغتنائها ولكن الشغف وهوس الظهور هو من يقودهم لذلك..

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان