ولا تصل على أحد منهم!!!!!
الساعة 09:55 مساءً

55 مليون دولار انفاق شهري لكهرباء في محافظة عدن لاتتواجد الا 8 ساعات. بمعني ماتم انفاقه في 3 سنوات كان يكفي لبناء محطات لليمن كلها ورغم انني تحدثت عن ذلك قبل 8 سنوات لكن الحكومة والمهتمين والاعلام مشغولون في العادة اما بتكاثر النمل في افريقيا في موسم الامطار  او بتحليل ازمات منطقة اليورو الاقتصادية، المهم اعود للموضوع الان وفساد منظومة الدولة التي عني لن اصل على احد منهم ولو تعلق بستار الكعبة في عبادته.

لحل مشاكل اليمن في الكهرباء او غيرها، فنحن لانفتقر للمال ولا الامكانيات، ولكن نرتجل، ونتخبط هنا وهناك، ونبذل جهد في مكان لايحدث اثر. صفقات لمحطات غير مجدية ارهقت المجتمع، ونفقات تشغلية لا تنتهي من المازوت والغاز والديزل، ومضاعفات بيئية لاتحتمل وكوادر للتشغيل والصيانة لابد من توظيفهم تأهيلهم. هذه المشاكل تتوسع وتتضاعف لعدد محطات الكهرباء الحكومية ال 19 . محطات كلفت مليارات الدولارات، وايضا كلفنا مليارات الدولارات نفقات تشغلية، ولتغذيتها بالمازوت والديزل والغاز، ولو فكرنا بشكل طبيعي، كيف نجد حل مثل بقية البشر فان الاستثمار في الطاقة المتجددة كان اجدر، وارخص، وبمرات عدة، ويجعل الدولة تتحرر من تكاليف المازوت والديزل والصيانة والغاز للابد لاسيما واليمن عندها 2500 كم من الشريط الساحلي بمتوسط سرعة رياح تصل الى 8 متر في الثانية، وتعتبر المخا والمهرة هما الافضل.

وحتى نفهم اننا نهدر اموال ابسط لكم هذا الامر من باب حساب تكلفة بناء محطات الكهرباء من الرياح، يمكن حسابها كتقدير كما يلي: لكل كيلو وات كهرباء يتم في العادة هنا في المانيا حساب 1092 يورو، واذا اردنا مثلا ان نبني محطات كهرباء عبر الرياح فنحن سوف نحتاج 3 مليون و 300 الف يورو لمحطة لانتاج  3 ميجيا وات،  بمعنى  ل 1000 ميجا وات نحتاج مليار و 100مليون دولار من دون الشبكة، ولو نظرنا لاحتياج اليمن فقد كان انتاج ال 19 محطة هو 1097 ميجا وات، بمعني لو قلنا نحتاج 1500 ميجاوات فاننا نحتاج مليار و 638 مليون يورو كتكلفة، وحتى ولو كانت 2 مليار فذلك استثمار رائع ومجدي. 1500 ميجاوات هي احتياج اليمن الحقيقي حيث في عام 2013 كان انتاج ال 19 محطة كهرباء في الجمهورية 1097 ميجاوات من محطات غاز ومازوت وديزل ارهق الدولة وكلفها مليارات الدولارات للانشاء وللخدمات ومليارات للتشغيل، ورغم ذلك انقطاعات مستمرة، شبكة مهترية، انعكاسات سالبة على التنمية والخدمات، واهدار فرص حقيقة  للاستثمار وللعمل وحلول هشة موقتة تشبه الاسبرين.

نحن لانحتاج معجزة ولا رسول من السماء، وانما فريق محترف يفكر خارج الصندوق، فلو كانت انفقت الدولة فقط جزء من المبلغ لتم بناء محطات رياح لن تكلف الدولة الا مليار و 638 مليو يورو او حتى 2 مليار كما سبق فنحن انفقنا هذا المبلغ في محطات محافظة واحدة في اقل من ثلاث سنوات وبمعدل 8 ساعات ، ولن نحتاج لا مازوت ولا غاز ولا ديزل، وانا حسبتها كما تحسب المحطات هنا في المانيا. والسؤال هل هناك ارقام تقديرية كم ممكن نولد من طاقة لو تم استغلال الرياح، والاجابة من حيث الامكانيات الفنية ليس اقل من 15 الف ميجاوات . وكان هناك مشروع لبناء مزرعة انتاج الطاقة في المخا بقدرة 60 ميجاوات بتمويل من الصندوق العربي للانماء والبنك الدولي كبداية قبل الربيع العربي، وبسبب الصراع خسرنا المشروع.

احدكم سوف يقول كم تنتج المانيا كهرباء من الرياح، والاجابة في عام 2020  بلغت القدرة الانتاجية للكهرباء لتوربينات الرياح على اليابسة 54.4 جيجاوات و 7.75 جيجاوات في الماء بمعنى 62 جيجاوات، اي مايعادل 62 الف ميجاوات، اي اكثر من احتياج اليمن بي 40 مرة تقريبا، ولا يحتاجون لذلك مازوت ولا ديزل ولا بنزين ولا غاز فقط رياح. ماتنتجه المانيا من الرياح 23 في المائة من استهلاك المانيا الاجملي للكهرباء. واليمن تحتاج حاليا فقط 1.5 جيجاوات بمعني مابين 4 الى 6 الف توربينة من الناحية الفنية حيث ان تكلفة توربينات الرياح البرية حوالي 3 مليون و200 الف يورو، وهي أرخص من تكلفة توربينات الرياح البحرية، والتي تتراوح تكلفتها بين 2.5 مليون يورو و 4 ملايين يورو.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان