كاد المعلم..!
الساعة 04:45 مساءً

كاد المعلم حينما ساد وتربع عرشه ،وكريسه ومكانته وموقعه، وملأ دنياه علماً وعملاً وقولاً وفعلاً ..

كاد المعلم.. حينما كان مهيباً قوياً مُهاباً ، صوته يتجلجل في الارجاء ويعبر الآفاق دون إنقطاع ويجتاز حاجز المكان والزمان فيظل في دواخل طلابه حيناً من الدهر..

كاد المعلم.. حينما لم يكن ضميره ( مستتراً) تقديره هو، او غائباً، أو مجهولاً، او متفرغاً عن عمله لأعمال أخرى..

كاد المعلم .. حينما كانت الدولة توقره وتعظمه وتفاخر به وبعمله وتمنحه الميزات والافضليات ويوعل عليه تربية الأجيال وبنائهم ورفع قدراتهم والحفاظ عليهم..

كاد المعلم.. حينما كان يُشار له بالبنان ويُهاب من الكبار والصغار،ولم ينزل لذلك الموضع الذي قلل من قدره ومكانته وقيمته وهيبته ووقاره..

كاد المعلم.. حينما خاف الله فأدى الرسالة وحفظ الأمانة وصان العهد وسار على الدرب ولم يحد عن الصواب وكان القدوة الحسنة والمثال الذي يُحتذى به..

كاد المعلم.. حينما صانت الدولة حقه ولم تُهدر كرامته ولم تتخلى عنه،ولم تُبح قداسته فجعلت من لايفق ابجديات الحرف والكلمة أقدس منه وأعلى درجة منه..


كاد المعلم .. حينما لم يذهب جليد الحياء بينه وبين تلامذته، ولم يكسر حاجز الخجل بينه وبين طلابه،ولم يمارس مالاينبغي  أن يُمارس أمامهم،فأستبيح ماء وجهه،وأنسكب لبن حيائه..

كاد المعلم.. حينما كان جل همه أن يفقه تلامذته درسه،ويفهموا شرحه، ويستوعبوا محتواه، وينالوا اعلى الدرجات والمراتب ويفاخر بهم بين أقرانه..


كاد المعلم.. حينما كان فصله شعلة متقده، وطلابه حيوية وهمة، ولاتجد فيهم إلا قلة قليلة مقارنة بواقعنا اليوم يعتبرون الصفوة..


كاد المعلم.. حينما كان للتعليم مكانة وقيمة ورفعة وأهمية،فكان المعلم هو باني الأجيال ومُبدد الظلام، أما اليوم فقل عليه السلام..
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان