رسالة عاجلة إلى حُكام العرب
الساعة 09:06 مساءً

لم يستسلم الغرب لهزيمته في معركة حطين عام 1187م واسترجاع القدس على يد القائد صلاح الدين الايوبي ، فاقبل في عام 1189م بجيوشه الجرارة الى ارض فلسطين ، فيما عُرف بالتاريخ بالحملة الصليبية الثالثة او ( حملة الملوك ) لأن ملوك أوروبا كانو على رأس تلك الجيوش ويقودهم جميعا مِلكان من أكبر ملوك أوروبا في ذلك الوقت ، هما ريتشارد الأول ( قلب الأسد ) ملك انجلترا ، وفيليب أغسطس ملك فرنسا ، وكان الغرض من تلك الحملة هو استعادة بيت المقدس ، لكن تلك الحملة فشلت في ذلك ، وها نحن في عام 2023م وهاهم قادة الغرب واوربا عموما يتوافدون الى ارض فلسطين ، امريكا ، انجلترا ، فرنسا ، ورغم ان بيت المقدس لم يعد من عام 1967م بيد المسلمين ، الا انهم يريدون القضاء على اي نواة عربية تحمل العقيدة ممكن ان تشكل نقطة انطلاق مستقبلية نحو ( القدس ) ، وهذه النواة من وجهة نظرهم متواجدة في غزة ، فغزة ( حماس ) هي الهدف المُعلن ، فهل كل هذه البوارج وحاملات الطائرات وكل هذه الحشود هي من اجل ( حماس ) المحاصرة منذ عشر سنوات في قطاع جغرافي صغير ؟ . فيا حُكام العرب المعركة ليست معركة غزة بل معركة الأمة ، غزة لا تواجه اسرائيل فحسب ، غزة تواجه امريكا وغيرها من الدول الاوربية وبنسب متفاوته ، اعلموا ان علاقتكم بإمريكا واسرائيل هي كعلاقة الثعلب بالارنب ، وجبة جاهزة للإلتهام في اي وقت يقرره الثعلب ، غزة هي آخر خطوط الدفاع ، هي من تدافع عن عروشكم لو كنتم تعلمون ، غزة اليوم في ارض العرب هي نفسها طليطلة الأمس في ارض الاندلس والذي خذلها الجميع وبسقوطها كان بداية تساقط بقية العروش حتى كان الخروج النهائي من غرناطة ، لإن سقطت غزة لا قدر الله سيكون لها ما بعدها ، وستحجون الى تل ابيب وانتم صاغرون ، ليالي غزة هذه الايام من شهر اكتوبر 2023م تشبه ليالي بغداد من شهر ابريل 2003م ، وكما تقول امريكا اليوم ان الهدف هو القضاء على ح م ا س وان معركتها هي معها فقط وعلى العرب تأييد العملية من اجل يعم السلام في المنطقة ! فقد قالت بالامس ان معركتها هي مع صدام حسين ونظامه فقط ، ويجب على العرب مساعدتها في القضاء عليه حتى يصبح العراق حرا مستقلا وتنعم المنطقة بالسلام ! والجميع يعرف بعد ذلك كيف اصبحت العراق وكيف اصبحت المنطقة ؟

ولله در الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي حين قال .

إِذَا ما أَضَعْنَا شَامَها وَعِراقَها.

فَتِلْكَ مِنَ البَيْتِ الحَرَامِ مَدَاخِلُهْ..


إنها صرخة نذير وإستغاثة غريق وجد نفسه وقومه وسط العباب تتقاذف سفينتهم الأمواج في بحر الظلمات ، فهو يصرخ في قومه صراخاً ربما انزعج له القليلون ولكنه يخاطب الكثيرون ، خلصوا أنفسكم من الغرق ، أنقذوا ما تستطيعون إنقاذه حتى لا تغرق السفينة ، اللهم هل بلغت ، اللهم فاشهد.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان