هل سيرتكب هادي غلطة صالح ؟؟
الساعة 01:35 صباحاً


سؤال : لماذا صالح الرئيس لم يبني مشروع دولة قوي ؟
جواب : لأنه كان متحالف مع جماعة الاخوان حزب الاصلاح ومتقاسم معهم الحكم .
سؤال : لماذا الرئيس هادي لم يبني مشروع دولة قوي والدليل الدولة الشرعية اليوم ؟ 
جواب : لأنه متحالف مع حزب الاصلاح ومتقاسم معهم الحكم.

نفس الغلطة التي ارتكبها صالح ارتكبها هادي.
من يتحالف مع الاخوان لن يبني مشروع دولة ، بل ستكون الفائدة لحزب الاصلاح من الثروات والمناصب والفشل يتحمله الرئيس ، بل ضعف الدولة وفشلها ستسيئ للرئيس وتشوهه .

كان صالح متحالف مع الاخوان في بداية حكمة واصبح مجرد كوز مركوز ، وعلي محسن وآل الاحمر والاصلاح هم المتصرفين بكل شيئ ويصادرون غالبية الايرادات والثروات .
قبل الوحدة كانت ثروات اليمن الشمالي تذهب لجيوب علي محسن وعبدالله بن حسين والاصلاح ولم يحصل صالح إلا على الجزء اليسير باستثناء الهبات المقدمة من الدول له كرئيس كان يحصلها له كثروة .
وضع علي محسن القائد الضنين لتحصيل ايرادات تعز والمخا وباب المندب ، ووضع سنان ابو لحوم لتحصيل ايرادات الحديدة والتقاسم بها مع الاخوان.
وبعد الوحدة امتد التقاسم لليمن الجنوبي عبر ذهاب ايرادات حضرموت والمنطقة الشرقية لآل الاحمر والاصلاح والجنوبية لصالح بالاضافة لجزء لعلي محسن والاصلاح لتصبح ثروات اليمن مقسمة بشكل ثلاثي ثلث لصالح وثلث لآل الاحمر عبدالله بن حسين وابناءه وثلث لعلي محسن لتصبح النتيجة حصول الاصلاح على ثلثين وحصول صالح على ثالث ، ولذا فإن نسبة ثروة صالح اذا كانت ستون مليار دولار فإن علي محسن يحتل المرتبة الثانية بعده وآل الاحمر يحتلون المرتبة الثالثة ولو جمعنا ثروة علي محسن وابناء الاحمر ستكون ضعفي ثروة صالح.

كان صالح في البداية ضعيف في اتخاذ القرار داخل الدولة ولما كبر ولده احمد وابناء اخيه اراد صالح ان يثبت اقدامه بقوة ولكن ذلك قاده لخلاف مع الاصلاح استمر حتى أزمة عام 2011.

كان جناح علي محسن وحزب الاصلاح هم الحاصلون على نصيب الأسد وكانوا يحظون بالدعم الكبير من ميزانية الدولة من السيارات الفارهة والاراضي والمناصب عبر توجيهات من صالح بينما قطاع صالح لم يحظون بتلك الامتيازات إلا قلة قليلة .

كان محسن يظهر كريماً للجميع للصرف من ميزانية الدولة لكسب الناس بينما صالح كان بخيلاً .
قال لي الكثير من منتسبي الحرس الخاص لصالح انه كان افضل يوم عندهم هو عندما يزورهم علي محسن ، حيث كان يصرف للجميع بينما صالح عندما يزورهم لا يحصلون على شيئ.
محسن كان يصرف من ميزانية الدولة بسخاء وصالح كان يتحمل عجز الميزانية ولذا لم يكن صالح كريماً كمحسن.

اليوم تحالف هادي مع الاصلاح اظهر لنا ان الرئيس هادي ارتكب الغلطة الذي ارتكبها صالح ، وهذا السبب الذي جعل الدولة الشرعية هشة وضعيفة ، بل ان سيطرة الاصلاح على اغلب مفاصل الدولة اظهر ان قوتهم داخل الدولة اكثر من قوتهم بكثير في عهد صالح ، فصالح كان يهتم بالبعض من اتباعه المحسوبين على خارج منطقته ويحاول يكسب الكثير لصفه ويصد الاصلاح عن الكثير من المواقع ولم يوصلهم لمكتبه ويفتح لهم باب على مصراعيه ، أما في عهد هادي فقد وصل الاصلاح لمكتب الرئاسة مما جعلنا نشعر ان الصلاحيات متقاسمة بين الرئيس ومدير مكتبه بل ان التابعين لحزب الاصلاح يستطيعون الحصول على ما يريدون من الرئيس بينما اي إعلامي مع هادي او مناضل سيموت جوعاً ولن يستطيع ان يوصل شكواه ومعاناته بسبب الاخطبوط الذي جعل هناك عازلاً بين الرئيس وشعبه وبسبب سيطرة الاصلاح على غالبية مفاصل الدولة وانتهاجهم سياسة أدت لاظهار الرئيس بصورة ضعيفة واظهار الدولة بشكل فاشل.

تحالف صالح والاصلاح اظهر ان نظام الدولة هو تابع لآل الاحمر صالح وعلي محسن وعبدالله بن حسين ومحصور في قبيلة حاشد سنحان والعصيمات خمر ، ولذا لم ينجح هذا النظام في بناء مشروع دولة وهو فاشل مهما يتغطى برداء الجمهورية او اليمن الموحد او غيره.
وتحالف هادي مع الاصلاح سيظهر ان نظام الدولة تابع ومتقاسم بين هادي وعلي محسن وآل الاحمر ، ومحصور في نطاق أبين وقبيلة حاشد ، وسيفشل هذا التحالف في بناء مشروع دولة حقيقية ولن ينجح مهما تردى بثوب اليمن الاتحادي او غيره ، إذ لن ينجح نظام الاقاليم في ايجاد مشروع دولة مثلما لم ينجح نظام الحكم بعد الوحدة .
ومعنى ذلك هو عودة اليمن لمرحلة سابقة بل هي أسوأ ، والذي تغير هو تحالف هادي مع الاصلاح بدل ان كان صالح متحالف معهم ، وتقاسم أبين وحاشد الحكم بدل ان كان الحكم متقاسم بين حاشد وحدها قرية آل الاحمر في سنحان وقرية آل الاحمر في خمر.

احترم ابناء أبين كثيراً لأن أغلبهم وحدويون ومناضلون ورجال دولة ، ولكن التحالف مع حزب الاصلاح جعلنا نتوجس ونخاف ان يكون مستقبل اليمن كماضيه عبر تقاسم بين أبين الجنوب وحاشد الشمال مثل التقاسم السابق بين حاشد وحدها.
إذا كان تحالف هادي مع الاصلاح قد أساء للدولة وأضعفها وأساء لهادي وأساء لأبين ، فإن الجميع في اليمن بالجنوب والشمال سيقفون بالمستقبل ضد هذا التحالف ولن يحصل الرئيس هادي ومن معه إلا على خسارة من يحبوه ويقفون معه في الجنوب غير أبين وفي الشمال غير انصار الاصلاح وآل الأحمر.

بكل اختصار تحالف هادي مع الاصلاح جعل الكثير من الشعب يظنون ان هادي متقاسم معهم الحكم والثروة كما كان صالح... وهنا ستظل اليمن مشروع كعكة مهما تغيرت انظمة الحكم إذ ان تغيير لن ينفع ولن ينجح ولن يكون سوى مغالطات فقط .
 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان