تخبط معرفي يقود الى تخبط استراتيجي
الساعة 12:26 مساءً

عند مشاهدة تغريدات حول الشأن اليمني من بعض خبراء استراتيجيين وعسكريين سعودييين ينهار الفرد خيبة من جهلهم بالمعركة وبالواقع الاجتماعي والسياسي وقدرتهم على التعميم ويأسهم من المعارك. وتفهم اكثر لماذا هذا التخبط. ببساطة بسبب الادعاء والتبسيط والاستسهال. لا مراكز أبحاث ولا دراسات ولا عمل ميداني.

 

تظهر تعليقات ومنشورات وتحديدا تغريدات من شخصيات سعودية تقدم نفسها على انها خبرات استراتيجية لكن في الحقيقة وقياسا بما هو مكتوب فإن كسل المعرفة والبحث يقود هولاء الى الاكتفاء بقراءة تفاعلات اليمنيين على وسائل التواصل وعلى الحسابات النشطة التي كرست جهدها لبث الكراهية والانقسام وخطاب التحريض وتصوير اليمن فسطاطين؛ شمال/ جنوب، حوثيين/اصلاح، مع السعودية او مع قطر.

 

واضح ان بعض هولاء بعيدون عن التفاعلات السياسية في بلدان الديمقراطية الشائهة او الديمقراطية وان معركة اليمن من التعقيد بمكان يستعصي عليهم فهمه علميا ويقعون ضحايا للجوهرانية والتبسيط ومثلهم صحفيون وباحثون غربيون كثر لا يتسمون بالجدية في البحث ولا يسعون الى تنويع مصادر اخبارهم والى فحصها وفقا لخارطة الولاءات المعقدة.

 

من الإجحاف جدا وضع كامل الشمال في سلة الحوثي البغيضة وتجاهل تضحية الناس وتحملهم المر والعلقم بانتطار شرعية تدعمها دول التحالف تخلصهم من هذا الطغيان.

او ضع الجنوب كله في جيب مشروع نزق متهور قائم على الاقصاء وابتسار التاريخ وأحداثه.

 

خمس سنوات من الحرب كانت كفيلة بانشاء مراكز بحثية عربية خليجية سعودية متخصصة في الشأن اليمني فيها شراكات خليجية يمنية وتمتلك قاعدة بيانات حصيفة ومتينة تواجه بها الادعاءات وتسد فجوة التخبط وتسمح بعمل استراتيجي حقيقي بدلا من الاكتفاء بمعطيات المنظمات الدولية والمراكز البحثية البعيدة والاعتماد على الشائعات والركون الى النكايات والتناقضات الوطنية اليمنية.

 

لكننا نجد تغريدات سطحية تعمل على تعميق الهوة القائمة بين مكونات الشرعية، بين التحالف والشرعية، بين اليمنيين وجيرانهم وتنعكس على معركة مصيرية لا ينبغي ان تؤخذ بهذه الخفة.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان