كيف ينظم المراهقون والشباب أنفسهم.. وحول ماذا؟
الساعة 02:55 صباحاً

 

بعد نهاية الحرب الباردة وسقوط هيمنة "الأيديولوجيات الكبرى" بدأ الشباب يبحثون عن اتجاهات جديدة لتنظيم أنفسهم وأولوياتهم والطرق التي يسعون لخدمة مجتمعاتهم من خلالها.

اتجه البعض إلى حركات الخضر وحماية البيئة، وفضل بعضهم العمل ضمن حركات الاحتجاج على آثار العولمة، وفضل البعض الاهتمام بمجالات حقوق الإنسان، وانضم البعض إلى الاتجاهات النسوية ومساعي تحرير النساء، وابتعد الأكثر نحو المشاريع الشخصية والنجاح الفردي.
العنوان العام كان الهروب الكبير للشباب من مشاريع الاستقطاب السياسي بعد انكشاف انتهازية القيادات السياسية ونفاق الأحزاب وتحول المزاج السياسي نحو اليمين المتطرف دينيا كان أو قوميا.

نتيجة تفضيل الشباب العمل المدني على العمل السياسي التقليدي، دخلت فئات عمرية أصغر في الشأن العام ابتداءً من طلبة المدارس الابتدائية والإعدادية.

القضية الكبرى التي تشغل بال المراهقين والطلبة في أوروبا وأمريكا اليوم هي "التغير المناخي" باعتبارها العامل الأهم الذي سيؤثر على مستقبلهم عندما يكبرون وعلى مستقبل أولادهم وأحفادهم.

وقد تمكن طلبة المدارس من تنظيم تحركاتهم ومسيراتهم واضراباتهم ونجحوا في الوصول إلى القيادات السياسية العليا في بلدانهم.

إلى جانب التغير المناخي يشغل مراهقو وشباب الغرب انفسهم بمكافحة العنصرية في مجتمعاتهم ومحاربة الاستغلال الجنسي والدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان..
ربما يكون في ذلك دروس هامة للمراهقين والشباب في اليمن والعالم العربي، خاصة بعد أن دمر الاستقطاب السياسي عقول جيلين من الشباب وحولهم إلى آلات تعصب وتطرف في مصلحة الحزب أو الجماعة.

أتحدث هنا عن مبادرات مستقلة ينظمها المراهقون واليافعون والشباب حول القضايا العامة بعيداً عن استقطابات الحروب وبعيداً عن فضائح "حكومات الشباب والأطفال" التي لم تكن أكثر من نقل لثقافة الفساد والتفاهة والنفاق إلى الجيل الأصغر.

*من صفحة الكاتب على (الفيس بوك)

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان