عن إخوان تونس وموقفهم من الرئيس السبسي
الساعة 09:34 صباحاً


قيادات الإخوان في تونس من الشيخ راشد الغنوشي إلى الشيخ عبد الفتاح مورو ترحموا على الرئيس التونسي الراحل السبسي وذكروا محاسنه رغم علمهم بمواقفه الشهيرة ضد الاسلام بل ان الشيخ عبد الفتاح مورو سار خلف جنازته قائلا بأنه لبى طلب السبسي عندما مازحه ذات يوم طالبا منه بأن يسير خلف جنازته بل وهاجم مورو بشدة الداعية وجدي غنيم وطالب بمنع دخوله تونس لأنه كفر السبسي .  
كان يسع إخوان تونس السكوت فقد رحل السبسي إلى ربه وافضى إلى ما قدم لكنهم ربما ارادوا تسجيل موقف سياسي أو كسب ود الشارع من جمهور السبسي والمعجبين به خصوصا من العلمانيين واظهار ان حركة النهضة تعد منفتحة على الآخر ولديها مرونة في التعامل مع مختلف القضايا .
يمكن ان نفهم موقف الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي الذي حضر عزاء السبسي وقال " الموت يلغي كل الخصومات " بأنه موقف عقلاني وحكيم من سياسي ينظر للأمر من زاوية أخرى ويريد لم شمل الصف التونسي فهو ليس داعية ولا عالم مثل الشيخ راشد الغنوشي والشيخ عبد الفتاح مورو الذين ذهبوا بعيدا في الإشادة بالسبسي مع انه سار على نهج بورقيبة المعادي للإسلام وجهر بمواقف وتصريحات تعارض ثوابت الإسلام فهل هي العاطفة وانهم اخذوا الأمر من باب " اذكروا محاسن موتاكم " ؟!
ام ان ما صدر منهم كان لجبر الخواطر في لحظة عزاء ؟
أم انه لتسجيل موقف سياسي وللتقارب المستقبلي مع أنصار السبسي لما فيه المصلحة الوطنية ؟ 

باعتقادي الضجة التي أثيرت عقب وفاة السبسي والجدل الذي احتدم في بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل وتكفير البعض له والقول بأن مصيره جهنم ودفاع البعض عنه كل هذا لا مبرر له فالرجل قد أفضى إلى ما قدم وهو بين يدي ربه وهو من سيحاسبه وكنت اتمنى ممن يكفروه اليوم ان يعارضوا تصريحاته ومواقفه في حياته وينتقدوها ؛ لقد كتبت مقالا انتقدت فيه دعوته للمساواة بين الرجال والنساء في الميراث ونشر حينها في مواقع يمنية وفي صحف عربية منها " السبيل الأردنية " وقد أخبروني في السبيل أنهم نشروه بعد تردد وخشية من تأثيرات نشره لكنهم نشروه وهو مقال يتضمن نقد راقي ورد هادئ كما تضمن الأدلة من الكتاب والسنة التي تبطل دعوى المساواة . 

محاربة الإسلام ومعارضة ثوابته أمر خطير خصوصا من ذوي السلطة والتمكين وكذلك التكفير أمر خطير لأنه حكم قضائي له تبعاته ولأنه قد يستخدم أحيانا من قبل البعض لأهداف سياسية وقد يقترف بعض الناس ما يوجب التكفير لإظهار أنه ضحية للمتشددين وانه متنور ومفكر مستهدف فتبادر بعض الجهات بدعمه والالتفات له وقد ينال لجوء سياسي أو إنساني في بعض الدول الأوربية والغربية وقد يشتهر ويكون نقد العلماء له أو تكفير البعض له سببا في رواج انتاجه كما حدث مع رواية " وليمة لأعشاب البحر " الروائي السوري حيدر حيدر وقد كتبت عن هذا الموضوع مقالا بعنوان " أديب فاشل يبحث عن تكفير عاجل "  . 

ولكن لا يجوز السكوت عن المنكر والجهر بمحاربة الاسلام ومعارضة بل يجب على العلماء والدعاة التحرك والبدء بالنصح والنقاش بالحكمة والموعظة الحسنة وتببين حكم الشرع فيما صدر من مواقف وتصريحات والله المستعان .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان