عدن .. وصنعاء عاصمتان للدم
الساعة 04:02 صباحاً

بعد أحداث عدن الأخيرة، وهروب آخر رجال هادي، أخذ الشماليون يجلدون ظهورهم في صنعاء مع سيدهم الذي لم يهرب وظل معهم يجهز لهم السلاسل، والأقلال ليضربوا بها ظهورهم، ويخمشون بها وجوههم في يوم عاشوراء.

اليوم سالت الدماء في شوارع صنعاء احتفالاً بيوم عاشوراء، ولكنها دماء نُسك، يتقربون بها إلى الله في يوم نجى الله فيه نبيه موسى عليه السلام من طاغية الأرض فرعون، فالصبية في صنعاء يستلهمون إسالة الدم من يوم سال فيه دم سيدهم الحسين كما يزعمون، ويسيلون دماءهم كما سال دم الحسين رضي الله عنه.

قبل أيام سالت دماء كذلك ولكنها سالت في عدن، والجامع بينها وبين دماء صنعاء أن دماء صنعاء دافعها الجهل، كذلك هي دماء عدن كان دافعها الجهل، ورغم ذلك إلا أن دماء صنعاء لم تُزهق فيها الأرواح، أما دماء عدن فقد أُزهِقت فيها الأرواح، وكان الغرض منها التقرب إلى كرسي السلطة، وبعد أن سال الدم، توعد المغادرون بالعودة لسفك مزيداً من الدماء، وهدد القادمون لحكم عدن بالرد وبقوة على من يقترب من عدن، وإن بلغت الدماء الركب، فعدن مازالت على موعد مع سفك الدم، ولا ندري متى سيحين وقته؟ أما دماء صنعاء، فهي على موعد لسفكها مع مطلع العام الهجري القادم.

عدن وصنعاء بين دمين، دم يتقرب به إلى الله في صنعاء، ودم يتقرب به إلى الكرسي في عدن، دمان دافعهما، وجامعهما الجهل، فالقوم في صنعاء يجهلون قيمة دماءهم، ومخالفتهم لما عليه الحسين رضي الله عنه، والجماعة عندنا يجهلون قيمة الدم الذي يُراق، ويسفك من أجل كرسي السلطة، لهذا فالقومان متعطشان للدم، والعاصمتان مقلوبتان على أمرهما، فهما عاصمتان للدم، تلك عاصمة تاريخية للدم، وأختها عاصمة للقتل، فمن ينقذ العاصمتين، من جهل صبية صنعاء، ونزق ساسة عدن؟

أيعقل أنه بعد كل هذه السنين، ومع كل هذه الجامعات التي ملأت البلاد شمالاً، وجنوباً، مازال هناك أقوام يجلدون ظهورهم حزناً على سيدهم الذي لو خرج عليهم لتبرأ منهم ومن تصرفاتهم؟ وهل يعقل أنه مازال هناك قوم يقتلون في عدن ليصلوا إلى كرسي السلطة؟
لمن يتساءل مثل هذه الأسئلة نقول له: نعم، مازالت الكثير من العقليات النخشة في عدن، ومازالت الكثير من العقليات الممتلئة جهلاً تسكن صنعاء، ومازالت العاصمتان تنتظران مزيداً من الدم، إلا أن يتداركهما الله برحمته، فدعواتكم للعاصمتين، ولليمن عامة، فالقادم لا نعلمه، ولكن مبشراته تبشر بسوء، فاللهم سلم سلم.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان