تعز. البداية والنهاية ..
الساعة 10:42 مساءً

هي إيقونة الفعل والتفاعل وعنوان الهوية والانتماء وهي حاضرة حمير وسباء ونقطة التقاء كل حضارات السعيدة قبل وبعد عصر التنوير الديني والحضاري ..وهي نقطه إشعاع التحولات الوطنية وايقونة التفاعل الحضاري الخلاق والمتجدد بتجدد مسامات تعز التي كانت ولاتزل وسوف تستمر حاضنة الوعي ودوحة المحبة والتسامح والتعايش المجتمعي الخلاق ..لم تكن يوما بؤرة للعنف ولا مزرعة للتطرف ولا مصدرة للحقد والكراهية بل كانت محافظة الحب والتسامح والسلام وملهمة الوعي الوطني وشعلة متوهجة بددت بانوارها قتامة الليل الوطني بل كانت تعز هي فجر الوطن ومنها جاء فجرنا الوطني محمولا على آهات شعب وتطلعات وطن ..

تعز جرحنا الوطني النازف تؤغل في جسدها _ اليوم _ حراب الكراهية ومدايا الحقد ..لا لشي بل لأنها تعز ولأن دورها تجاوز سقف الممكن المحدد من قوى الهيمنة والنفوذ الاجتماعي وهي القوى التي جعلت هيبة وسطوة وسلطة _ القبيلة_ على حساب هيبة وسطوة وسلطة دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية التي سعت إليها تعز ومن أجلها جندت أبنائها في سبيل هذه الدولة الحلم ..وهذا الدور أغضب الكثيرون من قوى النفوذ الذين اتخذوا من الأحدأث التي عصفت بالبلادعام 2011م بوابة عبور نحو تعز والهدف تأديب وتدجين تعز ومعاقبتها على كل أدوارها التاريخية في سبيل اليمن الأرض والانسان والأحلام والتطلعات والأماني المترعة ..

تعز تئن اليوم من حراب الحقد والكراهية التي تنهش عقلها والجسد لكنها تعز تئن ولن تركع تبكي ولا تقطع الصلة بدورها او تتخلى عن رسالتها ودورها الوطني ..

تعز ريئة الوطن ودينمو التحولات الوطنية ليست مجردة مسرحا للقتل العبثي ولا ميدانيا لصراع المعاقين ولا ملعب لأطفال ( القبيلة ) ..تعز لن تنكسر قطعا ولن تنهزم أكيد ولن تكون حاضنة لمراهقي الفعل وعباد الذات الواهمين بإمكانية تطويع تعز وإعادة تشكيل دورها وفق رغباتهم ..نعم تعاني تعز اليوم ما تعاني ولكن ما تعاني منه تعز ليس أكثر من سحابة صيف في لحظه خمول او قل لحظة نزق تعيشها تعز جراء رحلة وطنية مرهقة قامت على اكتافها منذ تعفرت أقدام الشهيد عبود بتراب عدن وتعفر جسد الشهيد عبد الرقيب عبد الوهاب ورفاقه والشهيد عيسى محمد سيف وزملائه بتراب صنعاء وما جرى قبلهما وبينهما وبعدهما ولايزل يجري في تعز ولابناء تعز الذين لايزالون رغم كل ما تعرضوا له يؤمنون بوطن ويحلمون بمجده بعيدا عن ثقافة الأنانية رغم كل ما يحدث لتعز اليوم تبقى تعز حاملة الهم الوطني بمعزل عن معاول غربان القبيلة والتخلف التي تحاول اليوم تشويه عقل تعز وجسدها ..!! 

أن تعز هي ايقونة التحولات الحضارية الوطنية وستبقى كذلك ولن تنحرف إلى حيث يريدها المتخلفون أن تتجه فتعز لها مسار حضاري ثابت يتطور ولكنه لا ينحرف عن مسار اتخذته تعز طريقا وهوية ودور ورسالة وإدارة ..فسلاما لك تعز فانتِِ البداية للانطلاقه وفيكِِ نهاية العابثين ..؟!!

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان