الرسائل التي يبعثها اللبنانيون من ساحات الانتفاضة الشعبية كثيرة ، لكنها جميعها تلخص محنة النظام الطائفي الذي أفضى إلى إدخال لبنان في مأزق أفسد بناء دولة المواطنة وتحويل لبنان إلى وطن .
النظام الطائفي يبدأ بتخريب الطبقة السياسية التي تعتمد على العصبية الطائفية أكثر من اعتمادها على البرنامج السياسي والاجتماعي الوطني.
تتحرك هذه الطبقة فوق المجتمع محمولة بعصبية الطائفة لا بحاجات المجتمع المتجددة والمتنوعة ، وبالتالي فإن أول ما تستهدفه هو وحدة المجتمع حيث تعمل على تهشيمه ، مع ما يرافق ذلك من فساد سياسي وتعبئة اجتماعية ذات بعد طائفي ضداً على على المصالح الوطنية .
ومن الطبيعي أن يؤدي هذا الفساد إلى تبديد فرص التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، فالتنمية تعتمد قبل كل شيء على علاقة المجتمع بالنظام السياسي ، وفي الدولة الطائفية تكون الطائفة هي الحلقة الوسيطة بين المجتمع وهذا النظام ، الأمر الذي يصبح فيه المشروع الإقتصادي مكبلاً بالمحاصصة الطائفية .
لبنان اليوم يقول لمن يفكرون في النظام الطائفي في منطقتنا ، ومن خلال تجربته المريرة ، ابحثوا عن "الوطن" والمواطنة إذا أردتم مستقبلاً يحميكم من الفساد وما يفضي إليه من فقر وجوع وشتات .
الأكثر قراءةً
الأكثر تعليقاً
-
سائق ينجو من الموت بأعجوبة بعد غارة أمريكية على طريق صنعاء-الحديدة!
-
"موجة بيع غير مسبوقة للعقارات في صنعاء.. هل هي مؤشر لانهيار وشيك؟"
-
"اليمن يفتح أبوابه للعالم: مطار دولي جديد يدخل الخدمة بعد عقد من التوقف"
-
"أطراف خفية تعرقل تحرير الحديدة بإشعال الفتن في الجنوب.. من المستفيد؟"
-
مراسل ل "ترامب": هل صحيح أنكم تراجعتم عن خطة إسرائيلية لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية؟.. شاهد رد الرئيس الأمريكي
-
مغتربون في ورطة.. هل يمكن لحاملي الجوازات السعودية العودة بعد السفر؟
-
"توجيهات تربك سوق الوقود في صنعاء.. والمواطنون في حالة ترقب"