قصة للنخب اليمنية المتقاسمة!
الساعة 12:01 مساءً

لم يتخيل أحد أن هذا الفتى الصغير الذي يجلس إلى جوار جدته الكينية سيصبح أول رئيسٍ أسود للولايات المتحدة الأمريكية بعد سنواتٍ قليلة أي في 2008!

بل إنه وبعد 4 سنوات سيكتسح كل منافسيه البيض وسيفوز بدورةٍ رئاسية ثانية وصولا ل 2016! بعد 400 سنة من العبودية والكفاح والنضال والعذاب أصبح هذا الفتى سليل أسوأ عبودية عرفها التاريخ رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية!

اليوم تمر 400 سنة على وصول أول دفعة مختطفة من الأفارقة للأرض الأمريكية كي يصبحوا عبيدا في مزارعها أي مِن سنة 1619 حتى 2019 عندما أعلن الرئيس إبراهام لينكولن تحرير العبيد وتحريم العبودية أعلنت ولايات الجنوب الانفصال احتجاجا على القرار!

وفي إثر ذلك اندلعت حربٌ أهلية استمرت 4 سنوات بين شمال وجنوب الولايات المتحدة وكان ذلك خلال سنوات 1861 - 1865 وانتصرت وحدة الولايات المتحدة الأمريكية! وفي الواقع أن الانتصار كان لفكرة المواطَنة المتساوية! لم يكن الحل في التمايز والانفصال!

كما لم يكن الحل في اتفاق نخبة متقاسمة! ولا كان الحل في مبادرات كاذبة وحوارات زائفة! ولحسن حظ الولايات المتحدة فإنه لم يكن بجوارها جيران سيئو النية!

وانتصرت فكرة المواطنة المتساوية لكن ذلك كان مجرد محطة على طريقٍ طويل فقد ظل النضال محتدما وداميا ومنهكا ضد التمييز العنصري في الجامعات والمدارس والمطاعم والشوارع وحتى القطارات والحافلات لمدة قرنٍ على الاقل بعد إعلان تحريم العبودية! لم تكن الأرض مفروشةً بالورود أمام السود!

ففي نيويورك مثلا وحتى سنة 1966 كان ما يزال يُكتب على بعض أبواب المطاعم " ممنوع دخول الكلاب والسود "!

لكن هذا الفتى الأسود البسيط لم يدخل المطعم فحسب!

بل دخل البيت الأبيض رئيسا بعد سنوات!

وكان ذلك بعد أن انتخبه 320 مليونا من الأمريكيين الذين يشكل البيض حوالي 85% منهم!

كان هذا الحدث النوعي المهم في سنة 2008 المواطنة المتساوية القائمة على احترام القانون هي ذروة التقدم الإنساني وهي ما يحكم عالمَنا اليوم وهي سبب استقرار الدول وتقدم الشعوب التمييز العنصري والمذهبي والديني والمناطقي فيروس تفتيت الشعوب وقنبلة تدمير الدول! تأمّلوا أحوالنا فحسب!

ثم تأملوا أحوال غيرنا من الشعوب المستقرة .. وابحثوا عن السبب! تأملوا مثلا جنوب إفريقيا نيلسون مانديلا في رأس الأسباب ستجدون المواطنة المتساوية!

لن يستقر أي شعب بالتمييز العنصري والتمايز المناطقي والمذهبي! ولا حل إلا الكفاح والنضال من أجل المواطنة المتساوية واحترام القانون ..

لاحل آخر!

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان