كان يمكن لعدنان أن يكتفي بمعركته مع رفيقه وزير الدفاع اللواء الصبيحي في معسكر لبوزة ٢٠١٥ ويستسلم لجحافل الحوثي، وهو يعود بعد الخذلان إلى منزله في بني حماد/المواسط ويطالع نبأ تعينه قائدا للواء ٣٥ مدرع.
كان قد تخرج من الكلية الحربية إلى اللواء، ترقى فيه رتبة رتبة، ولم يأتي من مدرسة أو كهف أو قبيلة.
المهمة الصعبة، فرضت عليه خوض ٢٨ معركة في مساحة كلها نار ولهب، رسم أبو البن خط الدفاع في المواقع الحاكمة من جبل جرة والزنقل وبيرباشا إلى الستين ثم غاب كصقر جريح، ظن أعداءه أنه قتل، وفتش عنه الحوثيين في كل تعز إلا بيت الله الذي حفظته من عيون الشر.
بعد أشهر ظهر الليث في الضباب، ضابط استثنائي، جسده منهك، لكن شخصيته احتفظت بشرفها العسكري، كان بين زحمة جموع المقاتلين وتحت نيران الرصاص والمدافع مهابا يرتدي بزته العسكرية ونظارته الشمسية وقبعته ويضم سلاحه إلى قلبه.
في قلب الضباب شاهدته مع غيري يرقب بصمت مسرح العمليات، يقيم كقائد نقاط ضعف عدو هيمن على سلاح الدولة، وسرعان ما عاد إلى مفرق جبل حبشي والمسراخ، يعد المقاتلين خطوا بعد ذلك انتصارات تعز.
ففي النشمة/المعافر، بناء وحدات عسكرية كلبنة أولى في جيش الشرعية، كسرت احتكار رفقاء السلاح للمعارك وكان هذا محرجا لطابور طويل من تجار الحرب، لسالم وللاعب الكرة حمود والمراهقان غزوان وعبده حمود.
انتزع معسكر الشرارة الأولى في المطار القديم مع رفيقه العقيد محمد العوني والذي ترجل هناك شهيدا، انتقل إلى الصلو حيث "قلعة الدملؤة" المطلة على طريق العند والجند.. وثق هناك رفيقنا الشهيد محمد القدسي معارك اختلفت عن غيرها.. مقاتلون حفاة يتسلقون جبال شاهقة الإرتفاع.
كانت كل المسالك ملغومة يقابلها قناصة حوثة يختبئون في تجاويف وكهوف صغيرة تتماهى في المنحدرات السحيقة، انكسر هناك البطل عدنان مرة واحدة، ولم يحمل مسؤوليتها أحد، تراجع يرسم خطة أخرى، هذه المرة تكتيك المباغتة والإلتفاف، وجنى البطل مع الأهالي وسط الطبيعة القاسية حصاد "اللوز".
مالم يخسره الحوثيين في كل معاركهم بتعز، فقدوه في غمضة عين في الصلو، تهاوت عديد من القيادات وعشرات العناصر تحت نيران أبطال الحمادي، كّن له الحوثيين كل العداء وتربص به محور الغدر والفشل.
هل استحق العميد ركن عدنان الحمادي من تعز طعنة غادرة بعد كل هذه البطولات؟ ألم يكن اغتياله الأثم إعلان حرب؟..
ألم تكن حشود يفرس بعد أيام من استشهاده شهادة وثيقة آخرى على التورط الكبير لقيادات إخوان الأوساخ. وعلى الورطة القطرية العالقة في جدران تعز .. التاريخ لن ينسى كل المكائد السوداء يا محور الغدر.. ورجال الحمادي لا يهزمون
