الوطن يبحث عن رمزه المنقذ
الساعة 07:56 مساءً

 

في تاريخ صناعة الدول والتغلب والبناء .. لحياة مستأنفة يعيشُ فيها الناسُ تحضرًا وتعايشــًا جديدًا ، وسلامـًا وأمنا .. لا بدَّ من وجود < الرمز القائد > المؤثر في بسطة شخصيته وعلمه ، وقوةِ أثره .. يحوط به ثلةٌ من الصابرين الصادقين .. فعندَ ذلك يكون البناء والسلام والأمن والأمان ..

ومن يرفضُ تلك الحقيقة ، فهو رافضٌ لناموس وقانون الحياة .. وترونهم متنقلاً في كل الأرض يبحثُ عن الوطن المستقر ، دونَ دراية عن كيفية صناعة حياة الاستقرار في تلك الأوطان الناجحة !! ..

☜ وانظروا استقراءً لتاريخ الأمم والشعوب ، كيف كانت ، وكيف كان زوالها ؛ لـمَّـا ضعفت الرمزية القيادية فيها ..

● فدولة الإسلام الأولى ، وأرض والعرب كانت بلا حضارة تُذكر ، ولا قيمة لها عند العالم كله ؛ فلما جاء نبي الإسلام عليه الصلاة السلام < الرمز المعظم > .. تحققت به ، وبمن كان معه من الصادقين حضارة الحياة والغلبة والبناء .. على كلِّ شعوبِ تلك الفترة التاريخية .. واستمرت الرمزية القوية العظيمة في عصر الخلفاء الراشدين ..
● فجاءت الدولة الأموية برمزها العبقري معاوية بن أبي سفيان ؛ فأسس بشخصيته الفذة دولة الفتوحات .. وبقي الحال في عقبه وأسرته إلى أنْ تلاشى عصر الرمز المؤثر .. وأدبر ذلك التاريخ الأموي ..

فعندها تحركت همم صناعة الرمز المؤثر عند بني العباس .. فكان أبو العباس السفاح ذلك المختار الذي اتفق الناس عليه .. واستمرت قصة بني العباس مئات السنين .. ومن الرموز المشرفة في تلك الدولة الـمُهَابة < هارون الرشيد > الذي له قصصٌ خالدة جميلة في صناعة العلم والحياة ..

● ولـمَّـا سقطت دولة بني العباس .. شاء الله تعالى انتقال الرمزية والأثر ، هناك بعيداً عند عُـجْمةِ اللسان والمكان ؛ فجاء < الرمز الناصر> : قلبٌ من الإسلام والايمان .. جاء عثمان الأول أبو الملوك ؛ فكان به زوال الفرقة والخلاف الحالِّ عندَ المسلمين .. وهذا < العثمان الأول > : دماءُ رمزيَّـته سرتْ دفاقةً محفزةً في أبنائه .. فهذا < محمد الفاتح > ، وذاك < سليمان القانوني > سلطان السلاطين ، وأمير الأمراء ..

● وفي قصة الرمزية وضرورة وجودها عند الأمم كلها : < تيموجين > الملقلب بــ < جنكيز خان > الصغير البائس المشرد .. كيف صنع حياةَ الرمزية والأثر ، بعد صبرٍ طويلٍ ، وحروب متكاثرة ؛ وحَّـدَ فيها أمم المغول المتفرقة .. وفي بضع سنين كانت الدولة التترية هي القوة العظمى في ذاك الزمان البعيد ..

● وفي تاريخنا المعاصر : أمثلة كثير تجدونها في قلب جزيرة العرب وأطرافها .. واقرؤا قصة الرمزية وضرورة وجودها في حياة صقر الجزيرة ، وزايد التاريخ .. وقابوس السلام .. وكثيرة هي الأخبار لمن أراد معرفةَ : أنْ الشعوب لا تُبنى إلا < بسلطان عادل عاقلِ > ، وحوله ثلة من المستشارين الصالحين العقلاء .. وشعبٌ يَسمع ويُطيع في طاعة الله تعالى .. وبغير ذلك هي الفوضى والشتات، والهموم والأحزان ..

وقبلَ رقـمِ حَرفِ الختام ، أُذَكِّــر القارئَ الكريم بضرورة < الرمز القائد > بقوله تعالى : ( وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) ..

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان