ليلة لن أنساها ما حييت !! 
الساعة 07:55 مساءً


 كنا 11 مخالفا تم تجميعنا في هذه الورشة البعيدة عن الأحياء السكنية بانتظار العقاب حيث قيدونا بسلاسل حديدية صدئة مغروسة في الأرض وكان علينا أن نموت رعبا قبل عقابنا المجهول فانتظار العقاب اشد من وقوعه . ماذا سيفعلون بنا ؟! كان هذا هو السؤال الذي يلتف حولنا كثعبان مخيف ولم نجد له إجابة وفي الخارج كانت الرياح تصفر والظلام يلف المكان فنحن كما يبدو في منتصف الليل وصوت نباح كلاب يأتي من بعيد ليؤكد أننا صرنا في بقعة نائية وأن من جاؤوا بنا إلى هنا سيتفنون في عقابنا بعيدا عن اي نجدة وحيث سنصرخ ولم يسمعنا أحد لكنهم تركونا ومضوا وكأنهم قد نسونا هنا لنواجه المجهول ومر الوقت بطيئا وكأننا في يوم القيامة لا نطلب سوى اللطف والرحمة وفصل القضاء ، العرق يتصبب من اجسادنا وجوهنا شاحبة قد ملئت رعبا وحالنا يستدر الرثاء ويستثير الاشفاق . وبعد مضي ساعات كأنها سنوات عجاف سمعنا صوت الباب يفتح وخطوات شخص قادم نحونا يمشي ببطء كأنه يجر خلفه شاحنة ، لم نتبين ملامحه في الظلام لكنه كان ضخم الجثة كأنه مصارع أمريكي وبيده هراوه كفيلة بتحطيم الواحد منا بضربة واحدة ، اقترب من الشخص الأول وضربه بقوة فصرخ وابتلعته الأرض وكتمت صراخه إلى الأبد وحينها دارت بي الدنيا وسقطت على الأرض مغشيا علي وفي أذني طنين وفي قلبي رعب السنين وجسدي محطم كأنه نملة داسها جنود سليمان أجمعين ولم أدر أطال الوقت أم قصر إلا انهم اوقفوني من جديد لاواجه مصيري المحتوم . اوقفوني فتماسكت ولكني لم أجد ذلك الكائن المخيف حولي فابتلعت ريقي وتساءلت عن مصير رفاقي العشرة وهل دفنهم ذلك المارد في أماكنهم بضربة من هراوته الضخمة ؟ وكانت المفاجأة انهم قد فكوا تلك السلاسل التي كانت تقيدني ثم مضوا فحاولت الهرب لكن خطواتي كانت ثقيلة من هول ما عانيته في ليلتي التي لا تنسى وحاولت ان اسرع في المشي وان افر هاربا من ذلك المكان الموحش وانجو بنفسي وبالفعل غادرت تلك الورشة فوجدت ما حولي منطقة مقفرة فمضيت أهيم على وجهي ورأيت أضواء بعيدة فسرت نحوها لكنها كانت تبعد عني ولاح لي القمر في السماء من خلف غيوم كثيفة فتبين أنني في صحراء متراميه الأطراف فجعلت أجري باتجاه تلك الأضواء التي تبتعد هي الأخرى كنت أجري والتفت خلفي فلا أجد إلا صحراء يا الله أين أنا ؟ هل أنا بالربع الخالي ؟ ومتى سأصل إلى منطقة فيها حياة أو ناس ؟ وواصلت المسير رغم التعب والإجهاد والعطش وفجأة بدأت أقدامي تغوص في الأرض وبدأت أغرق في تلك الرمال وحاولت الخروج ولكن دون جدوى وكلما حاولت الخروج غرقت أكثر حتى وصلت الرمال إلى حلقي فصرخت بأعلى صوتي وصحوت من نومي على ابشع كابوس عشته في حياتي بعد أن قررت قطع القات لاتعذب برازم أبو أسد جرجرني إلى ورش وصحاري ونكل بي في فيلم رعب لن أنساه ما حييت .!!

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

كاريكاتير

بدون عنوان