يبدو أن الوضع في اليمن سياخذ مسار مناعة القطيع، بالعودة بالزمن الى ماحدث في وباء الانفلونزا الأسبانية في عشرينيات القرن الماضي حيث كانت أقصى ما وصلت اليه مكافحة العدوى هي لبس الكمامات، عند وصوله اليمن لم يدرك الشعب ماهيه المرض وماتت قرى باكملها. لقد اخذت تلك الانفلونزا مسار مناعة القطيع والتي تعني ان الجميع أصيب، البعض مات بينما من نجى إكتسب المناعة ضد المرض. ما زال من غير الواضح فيما اذا كان الناجون من كورونا قد اكتسبوا المناعة أم لا ، إذ تشير بعض التقارير الطبية الى أن المتعافين مازالوا داخل دائرة الخطر مما يعني أن مسار مناعة القطيع قد لا يكون ذو جدوى مع كورونا. في حالة كهذه ينبغى النظر من زاوية التلاشي. تقول الدراسات إن الانفلونزا الاسبانية إستمرت لعامين تقريبا ثم تلاش المرض تلقائيا ولهذا إعتقد كثيرون أن كورونا سيختفي بحلول الصيف المقبل وهذا تقدير خاطيء إذ أن الانفلونزا الاسبانية إستمرت كما قلنا لعامين بمعني مر عليها موسم الصيف لمرتين ولم تختف. كما أن كورونا ليس إنفلونزا وعليه لايمكن مقارنته بالانفلونزا الموسمية، و لايمكن الاعتماد على الظروف البيئية والتي ستجعل الظروف أكثر صعوبه على الفايروس للبقاء فيها. بالنظر الى العائلة الفايروسية والتي ينتمي اليها كورونا نجد ان هذه الفيروسات تتطفر بشكل مستمر حيث أن كورنا والذي ظهر في الصين كسلالة واحده لم يلبث أن تطفر الى سلالتين ثم وصل الى 30 سلالة وهذه أحد أهم الاسباب التي تؤدي الى التاخر في صناعة اللقاح، في خضم هذه الطفرات هناك ما يسمى بالطفرة القاتله والتي سبق وحدثت في فايروس سارس و أفقدته القدرة على إصابة البشر وعاد من حيث بدء فايروسا يصيب الحيوانات. هناك إشارة موخرا الى أن كورونا حدث له طفرة تشبه تلك التي حدثت لفايروس السارس وهذه الطفرة أدت الى إختفاء 13 قاعد نتروجينية في حمضه النووي لكن مازال من غير الواضح فيما اذا كانت هذه الطفرة ستجعله أكثر ضراوة أم ستساعد في إضعافه. يبقى الاجابة على سؤال متى سيحدث الإختفاء في اليمن، الحقيقة بالنظر الى سرعة التطفر لدى كورونا ونوع الطفرات التي تحدث فقط على مستوى القواعد النتروجينية فقط قد يستغرق الأمر بعض الوقت وهنا نعود للقول إن سرعة الطفرات يعتمد على الظروف البيئية المحيطة والتي ستساعد في تسريع التطفر ولكن ليس في انتهاءه فيزيائيا. وقبل كل هذا نحن الى الان لا نعرف اي سلالة كورونية موجود حاليا في اليمن وفي أي مستوى من الطفرات وصلت. تقول منظمة الصحة العالمية إن الأمر سيستغرق سنوات ربما كما حدث في الانفلونزا الأسبانية ، لكن تلك تقديرات البشر ...ولله الأمر من قبل ومن بعد.